رزق أحد المعارف بصبي باكورة زواجه أسماه مبارك تيمنا وردا لجميل أخيه دكتور مبارك المغترب في الخليج، والذي تولى تربيته والإنفاق عليه منذ أن اغترب في منتصف الثمانينيات، وبعد أن علمه في أفضل الجامعات قام بتزويجه ليكمل دينه. واستمر الدكتور مبارك يصرف على أخيه الصغير العاطل عن العمل وأسرته بما في ذلك ولادة هذا الطفل في أحد المستشفيات الراقية وتكاليف عقيقته. والد مبارك الصغير لا يعمل لأنه لا يجد وظيفة براتب يكفي نفقاته وأسرته التي يغطيها أخيه المغترب فسينتظر إلى أن يجد وظيفة حرامي تدر عليه عائدا شهريا يكفيه معونة أخيه لأنه إن قبل بغير ذلك ستنقطع حنفية الدنانير الذهبية (رفقا بدكتور مبارك وأمثاله المغتربين).فصل الخريف هو موسم الخيبة للمغتربين، أراقبهم وهم عائدون إلى الوطن في بداية ومنتصف شهر يونيو في أعينيهم فرحة تزيد وجوههم ألقا يخجل من نوره القمر... كبرياء وشموخ يداعب السماء... تئن عربات المطار من أمتعتهم... محملين بالخيرات الهدايا والمواد التموينية. وأراقبهم وهم مغادرون وقد انطفأ البريق وأصبح النور باهتا لفظتهم العتمة خارج التاريخ ولا يوجد بين الحشود نقطة ضوء، خرج الرجال من أجسادهم وقد أصبحوا أشباح تزوغ أعينهم في سراديب سرية، وتلفح النساء ببقايا بريق.إجازة المغترب وصفة يجربها سنويا للشفاء فتقتله،يجمع ويطرح ويقسم ولا يجد الحل، فإن راودته فكرة العودة وتجرأ مفصحا عنها اتهمه ذووه بتدهور صحته الفكرية، وتهب المدينة لتحصنه من ممارسة الخطيئة الكبرى، وينتمي كل من حوله لفصيلة الخفافيش يتجردون من الصفات البشرية ويتآمرون لينحروا في داخله ذلك العبث المتشرد فينكرون جميل البلد ويلعنون الحظ ، يصفون له الحال وكأننا نعيش في صحراء وقد تاهت قوافلنا، ويعيش المغترب هذا التناقض فكل من حوله يشتكي قصر اليد وشظف العيش ثم يرى بعينيه كيف تضج المطاعم الشعبية والحديثة بالزبائن وتزدحم مراكز الشراء بالمشترين ويغلي الناس في أماكن الترفيه. أما صالات الأفراح وفساتين الزفاف تحجز بمبالغ طائلة قبل عدة أشهر من موعد الزفاف وذلك لزيادة الطلب عليها، وكل أصدقائه قد بنوا منازل ، ومنزله يقف أعمدة في أحد شوارع العاصمة منذ عشرات السنين... خربا تسكنه القطط والكلاب.ويعود يلهث ل الخط المستقيم لك في بلادك نخلة رزق أحد المعارف بصبي باكورة زواجه أسماه مبارك تيمنا وردا لجميل أخيه دكتور مبارك المغترب في الخليج، والذي تولى تربيته والإنفاق عليه منذ أن اغترب في منتصف الثمانينيات، وبعد أن علمه في أفضل الجامعات قام بتزويجه ليكمل دينه. واستمر الدكتور مبارك يصرف على أخيه الصغير العاطل عن العمل وأسرته بما في ذلك ولادة هذا الطفل في أحد المستشفيات الراقية وتكاليف عقيقته. والد مبارك الصغير لا يعمل لأنه لا يجد وظيفة براتب يكفي نفقاته وأسرته التي يغطيها أخيه المغترب فسينتظر إلى أن يجد وظيفة حرامي تدر عليه عائدا شهريا يكفيه معونة أخيه لأنه إن قبل بغير ذلك ستنقطع حنفية الدنانير الذهبية (رفقا بدكتور مبارك وأمثاله المغتربين).فصل الخريف هو موسم الخيبة للمغتربين، أراقبهم وهم عائدون إلى الوطن في بداية ومنتصف شهر يونيو في أعينيهم فرحة تزيد وجوههم ألقا يخجل من نوره القمر... كبرياء وشموخ يداعب السماء... ونشوة في أرواحهم كأنها لذة اختلست على عجل من خلف الأبواب... تئن عربات المطار من أمتعتهم... محملين بالخيرات الهدايا والمواد التموينية. وأراقبهم وهم مغادرون وقد انطفأ البريق وأصبح النور باهتا لفظتهم العتمة خارج التاريخ ولا يوجد بين الحشود نقطة ضوء، خرج الرجال من أجسادهم وقد أصبحوا أشباح تزوغ أعينهم في سراديب سرية، وتلفح النساء ببقايا بريق.إجازة المغترب وصفة يجربها سنويا للشفاء فتقتله،يجمع ويطرح ويقسم ولا يجد الحل، فإن راودته فكرة العودة وتجرا مفصحا عنها اتهمه ذويه بتدهور صحته الفكرية، وتهب المدينة لتحصنه من ممارسة الخطيئة الكبرى، وينتمي كل من حوله لفصيلة الخفافيش يتجردون من الصفات البشرية ويتآمرون لينحروا في داخله ذلك العبث المتشرد فينكرون جميل البلد ويلعنون الحظ ، يصفون له الحال وكأننا نعيش في صحراء وقد تاهت قوافلنا، ويعيش المغترب هذا التناقض فكل من حوله يشتكي قصر اليد وشظف العيش ثم يرى بعينيه كيف تضج المطاعم الشعبية والحديثة بالزبائن وتزدحم مراكز الشراء بالمشترين ويغلي الناس في أماكن الترفيه. أما صالات الأفراح وفساتين الزفاف تحجز بمبالغ طائلة قبل عدة أشهر من موعد الزفاف وذلك لزيادة الطلب عليها، وكل أصدقائه قد بنوا منازل ، ومنزله يقف أعمدة في أحد شوارع العاصمة منذ عشرات السنين... خربا تسكنه القطط والكلاب.ويعود يلهث لعام أخر تزحف له الأيام ثقيلة تحفر ندبة على خده ولا تنقضي ... ويظل حلم العودة باهت يتوارى خلف الجدران . يا أيها المغترب إن لك في بلادك نخلة قد آتت آكلها.عام أخر تزحف له الأيام ثقيلة تحفر ندبة على خده ولا تنقضي ... ويظل حلم العودة باهت يتوارى خلف الجدران . يا أيها المغترب إن لك في بلادك نخلة قد آتت أكلها.