أكد د. الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية، سعي السودان الدائم لإرساء قواعد السلام والتنمية داخل محيطه المحلي والإقليمي، وقال إنه سيظل يقدم الدعم والسند لكل الجهود الإقليمية والدولية التي تعزز السلام والاستقرار لكل دول وشعوب القارة الأفريقية. وقدم نائب الرئيس لدى لقائه رئيس جمهورية غينيا الاستوائية أوبيانغ إنقيما أمباسوقو على هامش مشاركته في قمة السوليفان التاسعة التي تستضيفها العاصمة الغينية مالابو، شرحاً للتطورات السياسية على الساحة السودانية ومسار العلاقات بين السودان ودولة الجنوب بعد التوترات التي شابت علاقاتهما اخيراً، وأوضح للرئيس الغيني تضحية السودان بجزء من أرضه وشعبه وموارده احتراماً لرغبة أبنائه بالجنوب الذين فضّلوا خيار الانفصال وقيام دولتهم الجديدة. ونقل د. الحاج تقدير السودان حكومةً وشعباً للرئيس الغيني على مواقفه المساندة لتحقيق السلام بالسودان إبان توليه رئاسة الإتحاد الأفريقي، وأعرب عن تطلع السودان لتعاون مثمر وبنّاء بين الخرطوم ومالابو خاصةً في مجال النفط وصناعته. يُذكر أن السودان شارك في قمة السوليفان التاسعة لمناقشة قضايا المهاجر الأفريقي التي استضافتها مالابو هذا العام بوفد رفيع رأسه د. الحاج آدم، الذي خاطب القمة ودعا لضرورة خلق جسور للتواصل بين شعوب القارة الأفريقية، وناشد أبناء أفريقيا بدول المهجر للإضطلاع بدورهم تجاه بلدانهم في دعم وتحقيق التنمية والتقدم، واستعرض جهود السودان في خدمة أبنائه بالخارج والطرق التي اتبعها لتنظيم شؤونهم، وجدد التزامه بمخرجات القمة. وفي سياق مختلف، رحّب د. قطبي المهدي عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني بالمقترحات التي ستقدمها الأحزاب والقوى السياسية حول الملف الأمني الذي ما زال عالقاً في المباحثات بين وفدي التفاوض بين السودان ودولة الجنوب. وقال د. قطبي ل (أس. أم. سي) أمس، إنّ حزبه على استعداد لدراسة أية مقترحات سياسية يمكن أن تدفع بها الأحزاب والقوى السياسية لإيجاد مخرج تفاوضي حاسم حول الملف الأمني في عملية التفاوض المرتقبة مع دولة الجنوب، شريطة أن تتم المقترحات والآراء المقدمة في الإطار الوطني دون الأخذ في الاعتبار مواقف الأحزاب الخاصة بها، وأضاف د. قطبي بأن الوطني والحكومة يتمسكان بالحل النهائي للتفاوض في القضايا العالقة كافة مع دولة الجنوب، مبيناً أن إشراك الأحزاب السياسية في الملف الأمني بصورة غير مباشرة في التفاوض حول الملف الأمني يؤكد أهمية القضية الأمنية، وان قضايا الحدود ومناطق أبيي وبعض المناطق المتنازع عليها بين الدولتين تحل في الإطار القومي والوطني. في غضون ذلك، قال اندرو ناتسيوس المبعوث الأمريكى الأسبق للسودان، إن تحالف الجبهة الثورية للإطاحة بحكومة الرئيس عمر البشير يفتقر للرؤية السياسية، وأضاف بأن ما يجمعهم فقط هو كراهية الرئيس البشير ونظامه، وقلل من إمكانية إطاحة الحكومة بواسطة هذا التحالف، وحذر المبعوث الأمريكي - في حال حدث ذلك - الدول الغربية التي تدعم هذا التحالف من مغبة انزلاق السودان إلى حرب أهلية. وأوضح ناتسيوس في مقال نشر أمس في النسخة الإلكترونية من صحيفة (نيويورك تايمز الأمريكية) وينشر اليوم السبت بالنسخة الورقية من صحيفة (انترناشيونال هيرلد تربيون)، أن الإطاحة بالرئيس البشير لن تنهي الصراع في السودان لأن المجموعات التي تتحدى البشير الآن لا تملك رؤية لمستقبل السودان وهدفها فقط الإطاحة به وأنها سرعان ما تتصارع فيما بينها بسبب الخلاف السياسي الأقدم في السودان وهو العلاقة بين الإسلام والدولة السودانية، وعدّد ناتسيوس في مقاله المطول عناصر التحالف المعارض التي تضم مجموعات إسلامية كحركة العدل والمساواة التي تستلهم رؤية الترابي للإسلاموية بالإضافة إلى القوى العلمانية والقيادات العسكرية بالجيش الشعبي كعبد العزيز الحلو ومالك عقار. وقال ناتسيوس إن العدل والمساواة والقوى التقليدية كحزب الأمة والإتحادي الديمقراطي اعترضت على النص في منفستو التحالف على أن الدولة السودانية ستكون علمانية.