كشف د. حسن عبد الله الترابي الامين العام للمؤتمر الشعبي، عن مخاوفه من استغلال ما حدث من اعتداءات على خلفية الفيلم المسيئ للرسول (صلى الله عليه وسلم) بربطه بالربيع العربي ووصول الإسلاميين للحكم، وأكد عدم تأثر العلاقات بين الإسلاميين والغرب جراء الاحتجاجات الإسلامية الأخيرة والتعامل العنيف الذي تم فيها بالاعتداء على المنشآت الدبلوماسية، وقال الترابي لدى وصوله الخرطوم أمس قادماً من الدوحة: (إن معظم الغرب يدرك أن الإسلاميين ليسوا من يقفون خلف هذه الاعتداءات خصوصاً بعد أن استمعوا لي وللقرضاوي ولمرسي)، وأضاف: (الغرب يعي جيداً أن الإسلام وضع أساس التعامل الدبلوماسي واحترام المعاني الدولية قبل أن يضعوا قوانينهم الدولية)، وتابع: (أوروبا وأمريكا أدركتا أن الإسلام أصبح واقعاً وتصالحت في التعامل معه كواقع لا يمكن تجاوزه). واعتبر د. الترابي ما تم من اعتداءات خطرا في العلاقات بين الدول، واستدرك: لكن الإسلام برئ منه، فهو لا يرفض المجادلة بالتي هي أحسن، وتابع: (طالما يتسق ذلك مع العُرف الدولي في تعاطي الأديان نقداً مهذباً دون بذاءة وسباب)، وزاد: (مواقف الإسلاميين في العالم تتفق في أن الخير يتم عبر تبادل المجادلات بأدب الحوار والمناصحة)، وتوقع د. الترابي أن تلجأ الدول الغربية لتعديل قوانينها لتجريم إساءة الأديان، بالرغم من خضوع ذلك لجملة الظروف التي تحدث فيها القضية. إلى ذلك، نفى الترابي ما تردد عن حدوث خلاف بينه وبين د. راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة التونسي، حول التجربة الإسلامية التركية، وقال: (التجربة التركية عملت على تغطية نفسها حماية لنفسها من الجيش والهجمة الأوروبية)، ووصفها بالعمل في صمت دون أن تعلن عن نفسها، وقال: (إنها تسعى لبعث موجة تاريخهم الإسلامي). وحول رؤية إسلاميي دول الربيع العربي للتجربة السودانية، قال د. الترابي: (السودان أصبح نسياً منسياً، فالكل أضحى مهموماً بنفسه، بما في ذلك مصر التي تركز على الجنوب، وليبيا جاءت للخرطوم لأخذ الأيدي العاملة المؤهلة، وتونس لا تعرف الكثير عن أهل السلطة ولا تاريخ علاقاتهم).