شهدت مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار ، مساء الأربعاء الماضي ، أمطاراً رعدية غزيرة ، صاحبتها رياح قوية ، من أضرارها انقطاع أحد أسلاك أعمدة الكهرباء وسقوطه فى تجمع مياه الأمطار بالحي الشرقي بسنجة صباح الخميس بدأت إحدى بائعات اللبن توزيع اللبن على زبائنها بمنازلهم بالحي المذكور ، مستغلة حمارها كالمعتاد ، وعندما خاض الحمار المياه بالكهرباء التى سقط عليها السلك ، سقطت هى وحمارها على الأرض ، وشبت النيران فى الحمار ، فاحترق تماما. وأكد شهود عيان أنه من قوة النيران ، (غلى) اللبن داخل (القدرة) ، إلا أن عناية الله ولطفه انقذت بائعة اللبن بأعجوبة !! مصادرنا بمدينة سنجة تؤكد أن أحد مواطني الحي الشرقى ابلغ قسم طوارئ الكهرباء بسنجة بسقوط السلك ، في المياه وخطورته ، وذلك قبل حادثة بائعة اللبن ، ولكن لم يحرك احد ساكناً ، بل أن بعض أهل الحي ابلغوا رئاسة الكهرباء على الرقم (4848) ، ورغماً عن ذلك لم يهتم أحد بالأمر ، فلم يتم فصل التيار الكهربائى ومعالجة السلك المقطوع حماية لأرواح المواطنين من الموت صقعاً (حضرة المسؤول) تعزو ما حدث لبائعة اللبن ، واحتراق وموت حمارها ، إلى إهمال طوارئ كهرباء سنجة ببلاغ المواطنين ، وكان يمكن أن يمتد خطر الصقع بالكهرباء لتلاميذ وتلميذات الحي الشرقى أثناء توجههم لمدارسهم الخميس الماضي ، ولكن الله قدر ولطف ، و(جات في حمار اللبن) .. مثل هذا الإهمال واللامبالاة بأرواح المواطنين ، يحتم على الأجهزة العدلية ورئاسة الكهرباء بالولاية معاقبة الموظف المخطئ الذى لم يتعامل مع البلاغ بصورة جادة ومسئولة ، خاصة وأن هناك حادثا سابقا مماثل ، مسرحه منطقة (14) القريبة من سنجة ، حيث لقيت بقرة (فريزيان) مصرعها صقعاً بكهرباء سلك مقطوع ، وعلى إدارة الكهرباء ، ليس بولاية سنار فحسب ، بل بكل الولايات ، التعامل مع بلاغات أعطال الكهرباء وقطوعات الأسلاك الكهربائية التى تكثر خلال فصل الخريف ، بالجدية والمسئولية اللازمتين ، حماية لأرواح المواطنين .. ما حدث لبائعة اللبن (المسكينة) التى فقدت مصدر رزقها (الحمار) بسبب الإهمال ، لو حدثت فى أية دولة آخرى تحترم مواطنيها وتحرص على حياتهم لتم فتح بلاغ جنائي ، ضد الشخص المسؤول .