بها كثير مما هو مثير - مما لا يعلمه القراء- علاقة الصحفي مع رجالات السياسة والمال.منها ما هو جدير بالاحترام والترويج له. وبعض آخر مستوجب للستر...! الدراما المصرية هذه الايام في عدد من المسلسلات(في أيد أمينة وبعد الفراق وهيمة) تسللت كاميراتها الى داخل مطابخ ودهاليز الصحف..لتكشف ما يدور قبل صياغة الاخبار، واعداد التحقيقات ، و صناعة المانشيتات، وأصابع الاجندة تحرك كل ذلك..! ما فعلته الدراما المصرية هو أقرب للضربات الاستباقية. الصحافيون في رمضان اعتادوا على إراقة كثير من الحبر في تناول المسلسلات المعروضة خلال الشهر .بالتفنن في نقدها. ولكن يبدو في هذه المرة لن يكون من خيار امام الصحافيين سوى الدفاع عن أنفسهم لرد هجمات الفضح..أو التزام الحياد..! قد يكون هذا الاتجاه الجديد - اقتحام قلاع الصحافيين- مصدره خبث ودهاء المنتجين..! ولكن مع ذلك ، الحقيقة القاطعة ان الصحافة في مصر أصبحت تؤثر على مجريات السياسة والمال فهى قادرة على الاسقاط والترقية والحرق..! رجال السياسة والمال في السودان من حيث التعامل مع الصحف ثلاثة أصناف رئيسة ! مجموعة تدرك أهمية الاعلام من حيث الخطورة والفائدة..تزن وتقيس ما تقول بدقة..وتتابع ردود الافعال بحرص...قبل سنوات ودكتور غازي صلاح الدين يشغل منصب وزيرالاعلام ..ارسل الرجل ل «الراي العام» تصحيحاً لأن رئيس قسم الاخبار وقتها الصديق محمد عبد القادر قد وضع كلمة في تصريح لغازي بين قوسين! مجموعة ثانية مصابة بهستيريا الاعلام وهوس الظهور، تحرص على تشكيل حضور دائم على صفحات الصحف..بقول ماذا؟ لا يهم. فهي تريد صورها وتصريحاتها ألا تغيب عن الصحف..أحد القيادات السياسية المعروفة ظل لسنوات يكثر من التصريحات حتى أصبح دائم الحضور على الصفحات الاولى، ولكن مع مرور الايام وبذخ القول خفت اوزان مواقفه وتدحرج اسمه الى الصفحة الاخيرة في أخبار المجتمع مغادراً للمستشفى أو داخلاً اليها..! مجموعة ثالثة، تعاني من فوبيا الاعلام..لا تقترب من الصحافيين وتتحاشى اقترابهم منها..كل شئ تريد ان يدار بعيداً عن الاعلام. وما ترغب في نشره ترى ان يتم عبر العلاقات العامة..يضعون الاسئلة لأنفسهم ويجيبون عليها....! ومجموعات أخرى، لا تريد ان تتحدث للاعلام ولكن تنفق وقتها ومالها كي يتحدث الاعلام عنها..ومجموعة مضطرة للتعامل مع الاعلام ولكنها لا تملك مهارات التعامل معه. لا تجيد اختيار المفردات ولا أفضلية الوقت..متى يجدي الحديث؟ ومتى يستحسن الصمت؟.فتكثر سقطاتها..! تجربتنا القصيرة في الصحافة تقول :أفضل السياسيين هم الذين يتعاملون مع الاعلام كالدواء (قليله مضر وكثيره أضر)...جرعات محددة في مواقيت معلومة..!