أصدر الرئيس عمر البشير، توجيهات قاطعة بفتح حدود السودان بالكامل أمام كل ما من شَأنه معاونة من وصفهم ب (إخوتنا في جنوب السودان)، ووجّه أيضاً بفتح كل المعابر البرية والبحرية والنهرية لإيصال أي شئ مطلوب من السودان لدولة الجنوب. وحمل البشير، سفير السودان لدى دولة الجنوب د. مطرف صديق - والمتوقع أن يتوجه لتسلم مهامه غداً الثلاثاء أو بعد غد الأربعاء كأول سفير من الخرطوملجوبا - رسالة مهمة لرصيفه سلفا كير ميارديت أكد فيها أنه على قدر التحدي، وأنه يتوقع منه بالمقابل العمل بكل جد واجتهاد لإنفاذ ما تم الاتفاق عليه في أديس أبابا، وطلب البشير من سلفا - بحسب د. مطرف - العمل المشترك ووضع اليد فوق اليد لإكمال ما تبقى من قضايا املاً في علاقة آمنة ومتطورة ومستقرة. وقال د. مطرف للصحفيين عقب وداعه الرئيس بقصر الضيافة في الخرطوم أمس، إنّ البشير أكد له أن سقف العلاقات مع دولة جنوب السودان مفتوح وواسع وأنه سيعمل مع مؤسسات الدولة كافة لتطوير العلاقات بين البلدين املاً في فتح كبير في المستقبل، وأضاف مطرف بأن توجيهات ونصائح البشير وضعت على كاهله مسؤولية كبيرة وصَعبة، وعبّر عن أمله في أن يكون على قدر التحدي. وفيما يلي أولوياته للعمل في تنفيذ اتفاق التعاون، قال مطرف إنّ كل الاتفاق مطلوب تنفيذه نصاً وروحاً، ولفت إلى أن كل الاتفاقيات الموقّعة تقف على قدم المساواة، لكنه أشار إلى أن مطلوبات التنفيذ تتطلب ترتيبات مُعيّنة من حيث التوقيت وتهيئة الأجواء، وأشَار إلى أن ترتيب وتفصيل الأولويات يجعل من تنفيذ الاتفاق سلساً وكاملاً، ونبه إلى أن الرئيس أكد حرصه على علاقات طيبة ومستقرة مع جنوب السودان، ولتحقيق ذلك فإنّ السودان ملتزم بشكل كامل وقاطع بتنفيذ كل ما تمّ الاتفاق عليه. وفيما يلي ما أثير عن زيارة مرتقبة للبشير إلى جوبا، قال د. مطرف إنه سيتم في الفترة المقبلة تأسيس العلاقات وتقويتها، وأضاف بأن البشير أبدى استعداده الكامل لبذل كل ما يمكن أن يدفع بالعلاقات إلى الأمام بما فيها تدخله واهتمامه الشخصي، وأنه مستعد لعمل ما هو مطلوب في الوقت المناسب. وفي الأثناء، نَفَت وزارة الخارجية، أية موافقة على تقسيم منطقة أبيي بين السودان وجنوب السودان. وقال رحمة الله محمد عثمان وكيل الوزارة في تصريحات أمس، إنّ هنالك جولة مفاوضات قادمة بين الدولتين، وإنّ السودان سينتظر المقترحات والرؤى الجديدة التي سيدفع بها ثابو امبيكي رئيس الآلية الأفريقية رفيعة المستوى. وأشار رحمة الله إلى أن السودان لم يوافق على أي شئ في قضية أبيي منذ انتهاء الجولة السابقة من المفاوضات مع جنوب السودان، ولفت إلى أن تقسيم المنطقة قد يكون من بين المقترحات التي سيقدمها امبيكي، وتوقع أن يدفع الوسيط الأفريقي بمقترحات جديدة، لكنه وصف أي حديث عن اتفاق تقسيم أبيي بأنه محض تكهنات. وفي السياق، نفى المؤتمر الوطني، موافقة البشير على مقترح تقسيم أبيي. ونفى د. ربيع عبد العاطي عضو القطاع السياسي بالوطني في تصريحات أمس، حديث المبعوث الروسي بشأن موافقة البشير على تقسيم أبيي، وقال إنّ المطروح أمام حكومة السودان تنفيذ بروتوكول المنطقة الذي ينص على إجراء الاستفتاء بمشاركة مواطني أبيي (المسيرية - الدينكا)، وأكد أنه الخيار المطروح. إلى ذلك، قال عبد العاطي، إنّ القطاع السياسي بالوطني قرر قيادة حملة تعبوية واسعة لتوضيح وشرح اتفاق التعاون مع جنوب السودان في أديس أبابا الأيام الماضية. ووصف عقب اجتماع القطاع أمس، الاتفاق بالأوضح، وأشار إلى أن الحزب سيضطلع في المرحلة المقبلة بتبيان التفاصيل كافة التي حوتها تلك الاتفاقيات حتى لا تفسر تفسيراً خاطئاً من أصحاب الأغراض والهوى.