لا أدرى لماذا تستعجل بعض الدوائر السياسية فى الحكومة وخارجها الحديث عن خلافة السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير ، وكلها مصادر غير رسمية ... ولماذا لا تنتظر حتى يكمل السيد الرئيس مدته القانونية ليتحدثوا عن خلافته . إن فى هذا الحديث حرجا بالغا للسيد النائب الأول على عثمان محمد طه ... ذلك الرجل المهذب ... نظيف اليد واللسان ... وبالغ الحياء والذى يحترم الرئيس إحتراماً كبيراً ، وهو كعادته يحترم كل الذين يعملون معه سواء فى الحركة الإسلامية أو الحكومة . وعندما طارت شائعة أثناء سفره إلى السعودية عقب إصابة أسرته فى حادث مرورى وانتظر الرجل كأي سودانى أولاده إلى أن بلغوا الصحة وتأخر عن الحضور إلى السودان لهذا السبب ، حينها طارت تلك الشائعة أنه إختلف مع الرئيس . وبعد عودته زرته فى منزله وسألته عن أصل الشائعة ... وأصل تأخير عودته إلى السودان فى دردشة غير رسمية وغير صحفية ، لأن الرجل تربطنى به علاقة طيبة ... إبتسم وقال لى ... التأخير بسبب علاج الأسرة ... أما عن خلافى مع الرئيس فهذا أمر لا أتحدث عنه وتأكد تماماً يوم إختلف فيه مع الرئيس أو مع الدولة لن أذهب خارج السودان وإنما أدخل فى خلوة لفترة طويلة . هكذا تحدث لى الرجل بكل شفافية ... وهنا أعتذر له لنشرى هذا الحديث الذى قد يحرجه فى هذه الفتره المليئة بالشائعات . إن التغيير أمر حتمى ... وسنة من سنن الحياة لكن على جميع المستعجلين أن ينتظروا فترة إنتهاء الرئيس ولينتخبوا من يريدون ... لكن الحديث عن الخلافة هذه الايام فانه يعبر عن حالة مرضية لا غير ... ورغبة فى أن يحل محل الرئيس من يتقدم هذه الحملة . لكن هيهات . أمن العاصمة القومية الخرطوم خط أحمر .... هكذا يفهم الجميع ، وإذا حدث إضطراب فى أمن العاصمة شمل الإضطراب كل ولايات السودان . كثرة الشحنات الكثيرة من الأسلحة التى تضبط وهى تدخل الخرطوم تؤكد أن هناك مخططاً إجرامياً كبيراً يستهدف العاصمة (الوطنية) ... وقد نشرت العديد من الصحف تصريحات لمسؤولين فى المؤتمر الوطنى يؤكدون وجود هكذا مخطط يستهدف العاصمة القومية . وزير الداخلية الباشمهندس إبراهيم محمود حامد أكد فى بيانه الضافى والصريح أن الشرطة ضبطت 19 محاولة لتهريب السلاح وذخيرة هائلة مع السلاح واعلن إعتقال 24 متهماً .... وكشف الوزير عن وجود 6 تحديات أمنية تواجه البلاد . وقد إستنجد الوزير بالبرلمان لزيادة ميزانية الوزارة ... فيما لم يستبعد المؤتمر الوطنى وجود خلايا نائمة لقطاع الشمال بالخرطوم ذات علاقة بشحنات الأسلحة المضبوطة . عدد من البرلمانيين أقروا بضعف مرتبات رجال الشرطة حيث يبلغ مرتب الجندى 240 جنيهاً ... بينما يبلغ مرتب الضابط برتبة الفريق ما يقل عن الألف جنيه .... وكشف وزير الداخلية فى بيانه أمام البرلمان أمس عن كثرة طلبات الإستقالة وسط ضباط الشرطة ... مؤكداً أن ضعف المرتبات جعل المهنة طاردة . فإذا كان الوضع هكذا فإننا نطالب الدولة بمضاعفة ميزانية وزارة الداخلية لأن ما تقوم به تعجز معظم الوزارات أن تقوم به ... وأن تعدل قانون الشرطة .. وتحسين مرتباتهم ... وأسأل كيف يعيش إنسان بأسرته بمبلغ 240 جنيهاً فى الشهر . إن ضعف المرتبات يغرى ضعاف النفوس بقبول الرشوة ... وقبول الرشوة يعنى تدمير كامل للمجتمع ، وإذا كان الضابط برتبة الفريق يبلغ مرتبه أقل من ألف جنيه فكيف تفسر إمتلاك ضباط صغار لعمارات وبيوت فخمة وهم لم يصلوا بعد رتبة الفريق . سيدى الرئيس ... أدركوا رجال الشرطة بأسرع ما يمكن ... لأنه إذا إنفلت جهاز الشرطة ضاعت البلاد كلها . إن رجال الشرطة فى كل البلدان العربية والأفريقية ... تبلغ مرتباتهم رقماً محترماً ، وتقدم لهم خدمات فى الإسكان وفى المعيشة مما يجعلهم يزيدون إخلاصهم للدولة وللمواطن ، لذلك نجدهم متفانين فى خدمتهم . إن الأمن يشكل أحد أهم الدعامات فى إستقرار الوطن ... وفى بث الطمأنينة فى نفوس المواطنين وحماية عرضهم ومالهم ... لذلك من واجب الدولة دعم ميزانية وزارة الداخلية ... لتحسين أوضاع ومرتبات رجال الشرطة الذين يتفانون فى حفظ الأمن . ولابد من الإشادة بقيادة الشرطة ... بقيادة وزيرهم الهمام الباشمهندس إبراهيم محمود حامد والفريق أول هاشم عثمان المدير العام ونائبه الفريق عادل العاجب وأركان حربهم فى مختلف أقسام الشرطة ... لابد من الإشادة برجال الشرطة بكل رتبهم وفى كل مواقعهم .