ما زال قطاع الشمال بالجيش الشعبي مع الجبهة الثورية وينضم مناوي ليواصل الهجوم من بعيد على عدد من المدن في جنوب كردفان وتلودي ... ثم أخيرا الفاشر وكلهم جميعا لا يستطيعون التوغل داخل هذه المدن . ولا أدري هذا ما نص عليه اتفاق الحركة الاتحادية الذي قاده الشريف صديق الهندي والدكتور ابو الحسن فرح والتوم هجو ومواهب والذي نص على التعاون معا ... الحركة الاتحادية والجبهة الثورية وقطاع الشمال للحركة الشعبية .جاء في نص مذكرة الاتفاق ان مباركة هذه الفصائل لاسقاط نظام الخرطوم سلميا . السؤال المحير .. منذ متى عرفت الاحزاب الاتحادية سواء كانت تابعة للحركة الاتحادية الوليدة متى عرفت بالعمل المسلح الذي يسقط الأنظمة خاصة الأنظمة القوية التي حكمت السودان , لان الحزب حزب ديمقراطي مدني .كان هناك فيما مضى ما عرف بجيش الفتح عندما كان كل الاتحاديين تحت قيادة مولانا محمد عثمان الميرغني والتوم هجو قال في اسمرا ان الاتحاديين يستطيعون ان يولعوا الخرطوم في دقائق وهو يعرف تماما بانه لا يستطيع ان يولع سوى سيجارته الامريكية الصنع والقيمة .. الرجل صديقي ولكن هذه هي الحقيقة , وانهم عندما أتوا باحد ضباط القوات المسلحة الذي وصل سيرا على الأقدام الى أسمرا .. اعتقدوا انهم سوف يصلون الخرطوم و يخلصونها من حكم الإنقاذ .. وحتى عمنا حاج ماجد لم يستطع ان يفعل شيئا ولا صديقي معتز الفحل الذي كان متحمسا لاسقاط النظام في الخرطوم ولا العميد (م) حمدي . جيش الفتح كان كيانا بلا مقاتلين ومن يملك هيكلا بلا مقاتلين لن يستطيع ان يفعل شيئا نحن في انتظار فك اللغز ... وفد الحركة الاتحادية الذي ذهب الى كمبالا وعقد مباحثات مع قطاع الشمال والجبهة الثورية ثم عاد عن طريق مطار الخرطوم الذي خرج منه ولم يسأله أحد . الكثير من المهتمين بالشأن السوداني من مراقبين وغيرهم أكدوا ان الحكومة وراء سفر هذا الوفد الى كمبالا لاجراء تلك المباحثات. لكن السؤال ... إذا كانت الدولة راغبة في اجراء حوار مع قطاع الشمال والجبهة الثورية ... فلماذا لا تجري الحوار بنفسها ..؟؟خاصة ان معظم أعضاء الحركة الاتحادية أصحاب تجارب سياسية متواضعة وليس لهم أثر عميق في الساحة السياسية السودانية , الكثير من قيادات الحركة الاتحادية يبحثون عن دور وعن موقع , وصديقي الهندي الوحيد الذي يحمل اسما براقا بعد ان فشلت أحزابهم في إيجاد ذلك الدور , بعض هذه القيادات مؤهلة علميا .. لكن تجاربها ليست بالمستوى المطلوب , والا لكانت أحزابهم الكبيرة اختارتهم ضمن الكادر الوزاري , خاصة ان تلك الأحزاب كانت تعاني من وجود كوادر مؤهلة وصاحبة تجربة تقبل المشاركة . معظم الذين رفضوا المشاركة من الحزب الاتحادي الديمقراطي وهم رجال مؤهلون .. رفضوا المشاركة لان الدولة خصصت لهم وزارات ليست ذات قيمة ولا تتناسب مع طموحاتهم الشخصية , كما انها لا تتناسب مع الحزب الاتحادي الديمقراطي بحجمه وثقله الجماهيري . والذين قبلوا المشاركة معظمهم ظلوا يبحثون عن التوزير.. وبعضهم لا يرفض لمولانا الميرغني طلبا , خاصة ان ربط المشاركة بضرورة تحمل المسئولية الوطنية كما أعلنها مولانا الميرغني نفسه . والسؤال الاكثر اهمية كيف تقبل الحكومة ان يجري حزب صغير لم يسجل بعد مفاوضات مع قوى سياسية معارضة ويعلنان في البيان الختامي انهما اتفقا على اسقاط النظام بالطرق السلمية .؟؟ نحن في انتظار هذه المجموعة لتسقط النظام بالطرق السلمية او غيرها ..اذا استطاعت . نريد ان نوجه سؤالا واحدا للحكومة ونريد الاجابة عليه ب(نعم أو لا ) . والسؤال هو ... هل كلفت الحكومة هذا الوفد بان يجري مباحثات مع قطاع الشمال والجبهة الثورية ..؟ اذا كانت الاجابة ب (نعم) فهذه كارثة كبرى لا تحتمل وجود هذه الحكومة . اما اذا كانت الاجابة ب (لا) فمعنى هذا ان هذه الحكومة بلغت من الضعف مما يجعلها ترحل بسرعة ... لماذا ..!؟ لان قطاع الشمال والجبهة الثورية يقتلون الرجال والشباب والنساء والاطفال في جنوب كردفان . ثم ان الحكومة اذا كانت راغبة في مصالحة قطاع الشمال والجبهة فالطرق امامها واسعة وعليها ان تأتي بتاريخ أكثر إيجابية ..... فما زلنا في انتظار إجابة الحكومة .