تقول المصادر الطبيّة أنّه فى إحدى ليالى الحرب العالميّة الثانية، بعد واحدةٍ من الغارات الجويّة الساحقة لطائرات الحُلفاء على روما، انقطع الطمث لأشهرٍ معلومات عن مُعْظَمِ نساء روما، غابت عنهنّ زيارة الدورة الشهرية... بعدها أُضطرَ عِلم النساء إلى إضافة سبب ٍ جديد لانقطاع الطمث عند المرأة، هو وقوع النساء تحت تأثير الغارات الجويّة! بعد العُدوان الجوّى لتشكيل الطائرات الإسرائيلية على مُجمّع اليرموك بالخرطوم طَعَنَ البعض فى أنّ رصد الخسائر لم يكن دقيقاً، إذ أنّ إجهاضاً لسيّدة تسكن جوار منطقة اليرموك حدثَ لها بعد الغارة، ولم يكن لدى تلك السيدة قَبْلَ الغارة أيّة علامات مُنْذرة، لكنّها بعد الغارة الجويّة بساعة أحسّت بنزول بُقَعِ الدم ثمّ بألمٍ أسفل الظهر وكان التشخيص الإجهاض حيث أُجريتْ لها عملية (نظافة) قبل نظافة المصنع من نجاسة الطيران الإسرائيلى! من ضمن الأسباب المعروفة للإجهاض الإنفعال الزائد أو الاحساس بالذُعر للسيّدات الحوامل وهى مُثبتة بالبرهان فى طب النساء والتوليد، إذ أنّ الإفراز الزائد لهرمون الثيروكسين أو هرمون الادرينالين مَثَلاً يعمل على اضطراب توازن الهرمونات الأنثوية فيتمرّد الرَحِم، والاسم العلمى لهذا التمرّد هو الإجهاض! عندما تُذكرُ التقديرات النهائية للخسائر العسكريّة والمدنيّة لغارة الثلاثاء ينبغى أنْ تظهر فيها حالة تلك السيّدة، فقد تغيّرَ التاريخ النسوي لها... ثمّ إنّ الاجهاض خسارة بشريّة مباشرة، فهذه المُضغة ترفع حالات الوفيات إلى خمسة! فى متلازمة نساء روما ثبت انّ انقطاع الدورة عن مواعيدها فى شكل جماعي يمكن أنْ ينسحب فى كل الغارات على العواصم أو المُدن التى لم تعتد على العمليات العسكريّة... وهذا لا يعني أنّنى أُحرّض المختصين على تتبّع الدورة الشهرية لنساء أحياء الطوق لليرموك آنساتها وسيّداتها! هنالك بعض الدراسات للآثار النفسية والعضويّة على المجتمعات المدنيّة التى شهدت حروباً أو غارات جويّة، بعض هذه الدراسات للآثار على المدى القريب وبعضها على المدى البعيد... لذلك فهذه دعوة للنفسانيين والسريريين فى السودان للبحث والمسح، فمَنْ أراد المدى البعيد فليذهب إلى الشفاء، ومَنْ أراد المدى القريب فليذهب إلى موقعة اليرموك!!