ما زال موظفو الدولة لم يباشروا مهام الوظيفة بعد عطلة العيد حتى يوم امس الأول الخميس. وما زالت المكاتب والمصالح الحكومية خاوية على عروشها إلا من بعض المخلصين والمنضبطين.. وأقول هم قلة. هذه الدولة عنيت بتقاليد الخدمة الوطنية الراسخة وأصبح الموظفون والعاملون يتغيبون عن العمل كما يريدون خاصة عقب عطلات الأعياد, وهذا خلل كبير يجب ان نسأل عنه كبار الموظفين والاداريين المشرفين على الحضور والغياب والانتاج. إنتاج الدولة في كثير من مؤسساتها ومصالحها أصبح متدنياً نسبة لحالة الغياب والتسيب التي يمارسها الكثير من العاملين, ولا أحد يحاسبهم, وكما قال عادل امام (على كيفي ماحدش يسألني).! والسؤال هل نحن أصبحنا دولة متسيبة وغير مسؤولة؟ لذلك يجب معاقبة كل من تأخر عن الحضور الى موقع عمله في الميعاد المحدد, كما يجب ان يكون هناك انضباط حديدي في دخول وخروج العاملين في الدولة الى مواقع عملهم. في النهار تجد اعدادا كبيرة من الموظفين والموظفات يتسوقون في سوق الواحة الجديد, وفي الصباح الباكر يجلسون جماعات للافطار بالسمك الذي يأتي من الموردة ولا تخلو المائدة من أم فتفت.! أحد الإخوة المصريين عاش في السودان فترة طويلة وقال لي ان أكبر معوق للإنتاج ساعة الافطار.. حيث نجد أطباقا كبيرة يهرس فيها الفول والطعمية والجبنة وتستغرق وقتاً طويلاً, لماذا لا يفطر العاملون في الدولة بالسندوتشات.. لأنها لا تؤخر العمل, وحالنا نحن في مصر وفي كل دول العالم يتم الافطار في السابعة والنصف صباحاً مع الشاي.. قلت له عشت عشر سنوات متواصلة خارج السودان ولم أستطع ان أفطر في السابعة والنصف صباحاً.. لكني أفطر في العاشرة وسندوتشي لا يأخذ وقتاً طويلاً من وقت العمل..! المطلوب إعادة صياغة لاستغلال زمن العمل بشكل يساعد على زيادة الانتاج أما هذه الطريقة فهي معوقة للإنتاج ولابد من احترام وقت العمل. والذين لا يضيعون رواتبهم في التسوق.. يدخلون المساجد المتواجدة بالوزارات منذ آذان الظهر ولا يخرجون منها إلا موعد الترحيل الجماعي.. هذا ايضاً إهدار للوقت وما دام الموظف مهتما بأداء الصلاة في موعدها فيجب عليه إعطاء العمل وقته المطلوب.