والعيد يطل بعد ايام قلائل.. تظهر ثوابت في عاداتنا ما قبل العيد.. ومن هذه الثوابت «الترزي».. «الترزي» ما بين الماضي والحاضر.. هذه الحكاية الممتدة.. الترزي بدوي عبدالله البدوي من اشهر الخياطين البلديين في الخرطوم.. حملنا اوراقنا واتجهنا صوب «محله» وكانت هذه الذكريات.. يقول بدأت في هذه المهنة قبل ثلاثين عاماً ومازلت اسعى لتطوير مقدراتي فيها. «الترزي» ما بين الامس واليوم.. هل اختلفت ملامحه؟ نعم اختلفت اختلافاً كبيراً فزيادة الناس مع الزمن.. جعلت «الترزي» في حالة افضل من السابق.. فاللبس البلدي اليوم مرغوب بشدة.. وخصوصاً في الاقبال على الخامات القطنية والسبعة أصفار المعروف والغرباني الاصلي والسكروتة اليابانية.. وعموماً «الترزي» اليوم افضل من السابق.. وذلك لمواكبته للعصر والموضة. ? من هم اشهر الترزية في رأيك؟ - قديماً كان هناك «المهداوي» في أم درمان وكان هذا في العام 1988.. وله محلات كبيرة.. والترزية يختلفون في تقييمهم على حسب التخصصات، ولكن من اشهر الترزية اليوم هنالك ادريس ابو عيال وبشير ضرار وأبو القاسم بريمة والاستاذ محمد عمر. ? هل اثرت الالبسة الجاهزة على مهنة «الترزي»؟ - لا اعتقد انها اثرت اطلاقاً.. لان عمل «الترزي» يختلف تماماً عن «الجاهز».. والجاهز في حد ذاته يتم شراؤه في الحالات الاضطرارية أو لقضاء غرض معين، اما الخياطة فهي عمل قائم على المتانة والجودة في الاساس. ? ما هي آخر التفصيلات التي اجتاحت سوق «الخياطة البلدية»؟ - الجلاليب المقفولة.. رقبة مع الشالات السويسرية المطقمة والتي تستجلب غالباً من أقمشة المسرة في السوق الافرنجي «خوجلي ابو الجاز والخير» وعلى حسب الموضة ظهرت الخياطة حتى العمود كما ظهر التطقيم. ? ثلاثون عاماً في هذا المجال كافية لكي تجعلك تستقبل اعداداً كبيرة من الناس، ولكن هل هناك شخصيات مهمة تتعامل معك؟ - أنا قمت بالخياطة لابونا «الشيخ البرعي» والشيخ حامد محمد بابكر والشيخ الصايم ديمة وقمت بالخياطة لرجال الاعمال مثل السيد بابكر ود الجبل.. ولبعض الوزراء منهم الدكتور الدقير وآخرين.. ? التطور في ماكينات الخياطة والتي اصبحت تعمل بالكهرباء.. هل ساعد في تطور «الترزي»؟ - زمان كنا بنشتغل على ماكينة «السنجر» التي تعمل بالرجل.. اما الآن ومع عصر التكنولوجيا بقينا نشتغل بماكينات «الجوكي» وهي تعمل بالكهرباء وسريعة ومريحة وساعدت كثيراً على تطوير هذه المهنة.