بدأت الحركة الإسلامية السودانية جلسات مؤتمرها العام الثامن بقاعة الصداقة أمس. وجدد الرئيس عمر البشير لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحركة الاسلامية أمس، وقوف السودان مع غزة ضد العدو الإسرائيلي. وأكد أن النصر قادم في فلسطين، بعد أن هلت بشريات التغيير في المنطقة العربية، وشدد على ضرورة تكثيف التعاون بين السودان ودول الجوار وشعوبه. ووجه البشير في أول خطاب له بعد إجرائه عملية جراحية بالرياض، الجماعات الإسلامية بمماسكة النسيج الاجتماعي السوداني بتعميق قيم الدين ومواجهة الاختراق الهدام الساعي لزرع القبلية والجهوية، وتدريب وتأهيل الدعاة والأئمة. واعتبر الرئيس أن الحركة الإسلامية حركة مبادرة نجحت في التصدي للتيارات العلمانية والشيوعية. وكشف عن طرح الحركة للبديل المستند على الشريعة وإنهاء التبعية الثقافية للسودان، وأكد البشير أن تجربة الحركة في الحكم طيلة عقدين سعت خلالها لترسيخ قيم الإسلام والشريعة وبسط الحريات وبناء نظام للحكم على أساس كرامة الإنسان في العدل وترسيخ مبادئ الشورى. الرد على إسرائيل من جانبه، وصف علي عثمان محمد طه الأمين العام للحركة الاسلامية النائب الأول لرئيس الجمهورية المعركة مع إسرائيل بأنها معركة بين ظالم ومعتدٍ وبين مظلوم وصاحب حق في رد الظلم، وقال: (عزمنا على رد الاعتداء قائم وإن طال المدى، وعلمنا يقيني بالنصر)، وأضاف: (كان علينا أن نحتمل أشكالاً من الاستهداف في السودان، فكان مصنع الشفاء ثم قافلة الشرق ثم اغتيال أحد الأشخاص ببورتسودان، ثم اليرموك). واعتبر طه أن تربص إسرائيل بالسودان منذ الاستقلال يجئ كجزء من مخطط الإحاطة بالدول العربية، وقال: لذا رعت وتبنت وبنت حركات التمرد وسلحتها، وقدمت باعلامها سنداً دولياً لها، وأضاف أنه بالرغم من ذلك ظل الموقف المبدئي من فلسطين استناداً على الحق الإنساني في أرضه. وجدد تأكيد بلاده على نصرة القضية الفلسطينية، وأشار إلى ضرورة الأخذ بأسباب القوة ووحدة الصف لمجابهة العدو الصهيوني. وكشف طه، أن انفصال جنوب السودان ليس استثنائياً ويأتي في سياق الظاهرة الاستعمارية التي تهدف لبتر الأطراف، وأضاف: (ما حدث بجنوب السودان لن يكون نهاية المعركة خاصة وأن الجنوبيين لم يكن لهم يد فيه. وراهن طه على أن التعاون والترابط بين الشعبين يمكنه إعادة العلاقات أقوى مما كانت عليه. وفى السياق، أكد النائب الأول أن مؤتمر الحركة الإسلامية سيقوِّم التجربة ويحدد اتجاهات المستقبل ويجيز الدستور ويرسم مسارات العمل وسائر توجهات الحركة مستقبلاً، وقال إن الحركة نجحت في الإنتقال من التنظيم الفكري التربوي إلى مرحلة الكيان الأوسع الممتد في جبهة عريضة من المؤمنين بإسلامية الدولة على الرغم من المحن والتقلبات. بديع: المؤتمر تطبيق عملى للحج اعتبر المرشد العام لحركة الإخوان المسلمين د. محمد بديع أن المؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية السودانية يمثل تطبيقاً عملياً لمؤتمر الحج بعد انتهاء الحج، وأضاف(انه روح جديدة لإعادة إحياء الأمة وجسدها المثخن بدماء المسلمين في فلسطين وسوريا وأفغانستان. وأوصى بديع بأهمية الوحدة الإسلامية وضرورتها باعتبارها الحاجة التى تعانى منها الأمة وقال(نحن أحوج ما نكون لوحدة الأمة ووحدة كلمتها بعد أن وحدتها العبادات). ورفض د.محمد اختزال العدو فى إسرائيل وقال بل هو إبليس الموجود منذ آدم. الغنوشي: زمن الانتقاص من السودان ولى أكد د. راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة التونسية، امتنانه للخرطوم لأنها أوته في أوقات الشدة - حسب تعبيره- وكشف عن حمله الجواز السوداني الدبلوماسي في وقت من الأوقات، وأكد أن السودان تعرض للحصار والاستهداف لوجود الحركة الاسلامية به، وقال: (نطمئن السودان أن كل الثورات العربية هي رفد للسودان، وأن زمن الانتقاص منه ولى، وجاء زمان التمدد والامتداد). وتوقع الغنوشي أن كل الثورات القادمة ستأتي بالاسلام. مشعل: العربدة الإسرائيلية انتهت وأكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس)، إن زمن العربدة الإسرائيلية انتهى مع الربيع العربي، واعتبر أن إسرائيل ضعيفة ومرتبكة وترتعد فرائصها من نتائج الربيع العربي التي جاءت بالإسلام لحكم البلدان العربية, وكشف مشعل عن موقف السودان تجاه المقاومة الفلسطينة ودعمه لها، وقال:(كل ما تنجزه حماس في فلسطين للسودان نصيب كبير فيه)، وأشار مشعل إلى أن الداعمون لفلسطين كثر لكن السودان في مقدمتهم. ووصف الحركة الإسلامية السودانية بأنها القدوة الحسنة وملهمة النصر التي يتعلم منها أبناء فلسطين في كل يوم. وأكد رئيس المكتب السياسى ل (حماس)، أن الجولات مع العدو الصهيوني طويلة وعديدة، وقال:(لكن الجهاديين والاستشهاديين يقفون في طابور أطول)، وأبان أن اسرائيل تحاول جس النبض لرؤية رد فعل القيادات بعد الربيع العربي، وأستدرك: لكنها ستجد المعادلة تغيرت وأصبحت لها رؤية جدية. وطالب مشعل القيادات العربية والاسلامية برفع السقوف وتغيير قواعد اللعبة التي وصفها بالمستهلكة، وقال: آن الأوان أن نطوي صفحتها السوداء في إهدار الكرامة، وفتح صفحة جديدة لأمة لها رؤية عبر برنامجين أحدهما داخلي وطني في كل بلد عربي يستند على الحرية والتنمية والاقتصاد وتوحيد الصف الوطني، وبرنامج أقليمي تكون فلسطين في قلبه، وأضاف: على زعماء الأمة أن يركزوا على ملفاتهم الوطنية، لكن يجب ألا ينسوا فلسطين، وحقها في الأرض وحق عودة لاجئيها ومعتقليها. إلى ذلك، طالب مشعل القيادة السودانية بتوحيد الصف الوطني، وقال:(رحلتكم إلى الله وفي بناء السودان والأمة تستوجب منكم المزيد من وحدة الصف على مستوى القيادة والقواعد، فالسودان ينهض بكل كوادره وطاقاته، وزاد:( كونوا كما نحب وسنكون كما تحبون). يذكر أن الحركة الإسلامية ستواصل إنعقاد مؤتمرها الثامن في جلسته الثانية والثالثة يوم الجمعة على أن تكون الرابعة والخامسة والجلسة الختامية بالسبت.