الخطط الإسكانية أسلوب حضاري متميز لتوفير سكان اقتصادي للمواطنين ، والعديد من الأحياء الراقية في خرطوم اليوم كانت في السابق عبارة عن خطط إسكانية منحتها الدولة لمن يستحقها ... وظل مشروع الخطط السكنية مستمراً إلى يومنا هذا ، ومعلوم أن أية مساحة خالية يمكن أن تصبح خطة إسكانية إذا توافرت بها الخدمات الأساسية التي لا غنى للإنسان ولا الحيوان عنها ، بل لا يستطيع العيش بدونها ... الخطط الإسكانية تشوبها العديد من الاخفاقات الرئيسية والأساسية التي يستحيل دونها توفر السكن والبيئة الملائمة للعيش بسلامة وأمان ... مدينة أم درمان تحتضن العديد من الخطط الإسكانية وأهمها مدينة الصفوة التي تقع غرب أم درمان وغربي سوق المويلح ، وبها مساحة شاسعة تسع لتشييد أكثر من (50) ألف منزل ... المنازل التي شيدت حتى الآن بالمدينة من قبل الصندوق القومي للاسكان تفوق ال(30) ألف منزل ، والخدمات الأساسية المتوفرة بالمدينة شبكة المياه فقط ، فالكهرباء عبارة عن أعمدة وأسلاك وكيبلات ومحولات ملقاة على الأرض ولها أكثر من عامين تحتاج لمن يقوم بتركيبها وتوصيلها والعمل فيها يتم ببطء سلحفائي عجيب وغريب ! فالرسوم تدفع باستمرار وبأقساط شهرية لأكثر من ثماني سنوات ، أما الخدمات المنعدمة داخل المدينة فتتمثل في انعدام أهم محضن يحتضن أبناء هؤلاء السكان وهو المحضن التربوي والتعليمي . الأستاذ فضل الله بدوي يمتلك منزلا بالمدينة ولا يسكنه ، سألته لماذا لا تسكنه ؟ فتساءل كيف أسكن هناك ولا توجد إلا مدرسة أساسية واحدة ومختلطة ، ولا توجد مدرسة ثانوية ، ولا يوجد موقع لبسط الأمن الشامل كما في بقية الأحياء كذلك لا يوجد سوق خاص بالمدينة ، إضافة لإنعدام الكهرباء ... أما المواصلات من الخرطوم وإلى مدينة الصفوة فتستهلك منك أكثر من (10) جنيهات كاملة ، حيث تبدأ المحطة الأولى من الصفوة إلى المنارة ومنها إلى سوق ليبيا ومنها إلى الخرطوم ، فكيف يستطيع موظف بسيط أن يعيش هناك ؟ فضل الله بدوي جاء لصفحة (حضرة المسؤول) ليوجه نداء للمسؤولين المسارعة في إكمال الخدمات الأساسية خصوصاً الكهرباء ... نتمنى أن تجد هذه المناشدة العناية من أرباب الشأن .