قال وهو يطلق زفيرًا(تبدد الحلم والسكن الجميل والعش الصغير, كنا نأمل أن نخرج من جحيم الإيجار الذي يأتي على كل المرتب على قلته ومن مضايقات صاحب البيت الذي لا يعرف الظروف ولا المرض أو المدارس وكل ما يهمه أن يتحصل على إيجاره) . ها نحن اليوم سكان مدينة الصفوة محلية أم درمان وحدة أبو سعد صرنا أصحاب ملك لنا مسكن وبيت بعد أن كان يطاردنا شبح الإيجار من بيت إلى آخر، نشكر الله. ولكن تبدد الحلم بالمسكن الجميل بعد أن قدمنا الى مدينة الصفوة، صحيح أن التخطيط جميل وجذاب ولكن وراء ذلك المظهر تتوارى المعاناة التي تتمدد كرمال الصحراء حولنا، فبعد أن فرح المؤجرون بالبيت الجديد ومزقوا فاتورة الايجار وبدأ موسم الهجرة إلى الصفوة لكن سرعان ما حصدوا السراب معاناة وتعبا وإرهاقا بداية بالطريق الترابي الطويل جدا الذي يمتد في رحلة تعب جسديا وماديا فتضطر الى ركوب أكثر من ثلاث مركبات حتى تصل الى ما يسمى بالإسكان الشعبي الصفوة, هذه الرحلة جعلت الكثيرين يعيدون حساباتهم ويفضلون (تلتلة الايجار) على(تلتلة وكداري الصفوة)وحينما سألنا صندوق الإسكان والتعمير عن الطريق قالوا: سوف يكون لكم ذلك، حتى الآن لم يتم ذلك وهناك من يسكن الصفوة منذ عامين وظل ينتظر الطريق!!!! الكل يعلم مدى أهمية الكهرباء ونحن نعاني منذ أن قدمنا، من عدم وجود الكهرباء وحرارة الجو الشيء الذي جعل معظم السكان يفرون من صحراء الصفوة حتى تأتي الكهرباء وصندوق الاسكان والتعمير يعد ويعد !! ولا يتوفر لأبناء مدينة الصفوة حتى التعليم رغم أهميته فلا توجد مدرسة ثانوية، ومدرسة الأساس الوحيدة المختلطة تنعدم فيها أقل أبجديات التعليم، ولا يتوفر فيها حتى الكتاب المدرسي وأعداد المعلمين غير كاف. وتشكو من جيوش الذباب كحال مدينة الصفوة التي يشكل لها الذباب معاناة ممتدة من قبل طلوع الشمس وانهزمت كل المحاولات للقضاء عليه. نعيش خارج إطار المدينة فلا طريق ولا مواصلات ولا مساجد ولا كهرباء تخيل في هذه الظروف القاسية ماذا يفعل من يمرض ويحتاج إلى إسعاف سريع تصور معاناة المواطن حيث لا يوجد مستشفى ولا حتى نقطة غيار أو حتى (شفخانة) في هذه المنطقة النائية. وقال المواطن السر مصطفى من الإسكان الشعبي الصفوة ل (الرأي العام ). نرسل صوتنا ونصرخ أين الخدمات؟ أين الصحة؟ أين التعليم؟ أين الكهرباء؟ أين المساجد؟ وأين الطريق؟..فقد حفيت أقدامنا بين وحدة أبو سعد التي تتماطل علينا ولا ترغب حتى في تكوين لجنة الخدمات وتصر على الإبقاء على اللجنة القديمة التي أصبحت لا تفعل شيئا وأضاعت حق المواطن المسكين حتى في (سكر رمضان) الذي جاء لتخفيض معاناة المواطن، وصندوق الإسكان والتعمير الذي يتفنن في تقديم الوعود علما بأن معاناة المواطن تزداد يوما بعد يوم وبات الأمر غير محتمل وبدأت الهجرة العكسية من الصفوة ومن بقي لا يملك حتى( حق الدفار) الذي يعود به من حيث أتى ، فما بين مطرقة صندوق الاسكان والتعمير وسندان محلية أم درمان وحدة أبو سعد يظل مواطن الصفوة المسكين في حالة ترقب وانتظار قاتل ومميت أملا في وصول قطار الخدمات الذي تأخر كثيرا . وناشد مواطنو الصفوة بقولهم (نحن سكان مدينة الصفوة محلية أم درمان وحدة أبوسعد نناشد المسئولين بالدولة أن تمد يد الرحمة لتخفف معاناة ساكني مدينة الصفوة ولا يتركون تحت رحمة صندوق الإسكان ومحلية أم درمان وحدة أبوسعد) .