يتيّسر لي من وقتٍ لآخر حضور نوعي مُنتخب من الإعلاميين بوسائطهم المتعدّدة، وعلى المستوى الشعوري الشخصي أكون في قمّة انفعالي الإيجابي، فما زلت أظن وبعض الظن غير إثم، أنّ أكثر من يفهم الإعلامي إذا تكلّم أو أومأ أو حتى إذا وقف صامتاً بلا كلام هو الإعلامي! نهار الأمس التقيت في القاعة الكبرى بوزارة الصحة الإتحاديّة بعينة ذكيّة من الإعلاميين من وسائط متعددة... منهم مَن يعمل على الشاشات البلورية وبعضهم من يبث صوته دون صورته عبر ألياف المايكروفون، مثلما التقيت بصحفيين بشخصيّات نبيلة تندلق مشاعرهم وأفكارهم على الورق، إنّهم الصحفيّون أو بلغة أكثر صرامة الورّاقون! اللقاء الذي جمعني بهذا الطيف الإعلامي الممتد كان دعوة من وزارة الصحة الإتحادية، الإدارة العامة للرعاية الصحيّة الأوّليّة... وكيل الوزارة والمدير العام للرعاية الصحيّة الأوليّة وهيئة عامليها طلبوا من الإعلام شيئاً واحداً ولكنّه شئ عزيز على الإعلاميين: المناصرة... طلبت وزارة الصحة وادارتها العامة للرعاية الصحيّة الأوليّة من الإعلام وأدواته أن يأتيهم بأدواته شريكاً في مشروع التغطية الشاملة، فإن لم يكن شريكاً فحليفاً فإن لم يكن حليفاً فصديقاً مأموناً! مشروع التغطية الشاملة هو حزمة من خدمات الرعاية الصحية الأساسية المُنتقاة التي تعمل وزارة الصحة على توصيلها للمناطق النائية والولايات الطرفية وبؤر النزاعات، هذه المناطق المحرومة من هذه الخدمات يسعى مشروع التغطية إليهم على عناوينهم المجهولة أو بتقريب الكوادر المُدرّبة منهم فإن أُستشكل كل ذلك فما عليهم إلاّ توصيل هذه الخدمات الضروريّة إليهم بطريقة (الديلفري)! الرعاية الصحية الأولية في المبتدأ والخبر هي التزام من كل دولة تحترم مواطنيها بالحد الأدنى الذي تتعهد بتقديمه لهم... ويأتي مشروع التغطية الشاملة ليعمل على توصيل هذا الحد الأدنى من الخدمات بالحد الأقصى من المجهود! حين حلّتْ علينا مقدّمات العصر الزمنية انتهى الحوار بين إدارة الرعاية والإعلاميين... انتهى اللقاء الذي أكّد أنّ الإعلاميين والإعلاميات رجال (حارة) ونساء (حارة) حين تستنجد بهم وزارة الصحة طالبة المناصرة... قالت الصحة واتغطيتاه الشاملة، فردّت الوسائط الإعلامية، لبّيك أيّتها الرعاية الأوليّة!!