اعتبر الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، أن البلاد تندفع نحو الهاوية وأنّ الجسم الوطني والإسلامي تمزق، وأن الأحوال تزداد تدهوراً بفعل الاقتصاد المَأزوم، وتزايد جبهات الاحتراب الأهلي، فضلاً عن ملاحقة الحكومة دولياً. وأضاف في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابةً عنه عبد المحمود أبّو الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار أمس، بأن الأحوال تزداد تدهوراً والحكومة لا تفعل شيئاً سوى إضافة الأعباء على المواطنين بالزيادات. وعاب المهدى على المؤتمر الوطني عناده وانفراده وإصراره على عدم التجاوب مع رؤى (مشروع خلاص للوطن) الذى طرحه حزبه، وحدّد تبنيه عبر مائدة مستديرة أو مؤتمر قومي دستوري، وقال: نسعى لإقامة نظام بديل بوسائل تتجنّب تدمير الوطن. وطالب بضرورة عدالة المساءلة في المحاولة (التخريبية) الأخيرة مهما كانت حقيقتها، واعتبر أن التملل وصل مداه داخل صفوف قادة النظام حتى اتهم حماته بالمحاولة (التخريبية). وكشف المهدي عن سعي حزبه للحصول على موافقة كل القوى السياسية في البلاد بالداخل والخارج، على برنامج الخلاص للوطن بعد أن أصبح رؤية صارت ترددها أوساط واسعة كملتقى الدوحة الأخير، ولقاء دنفر، وأصوات وطنية متجاوبة حتى من داخل الحزب الحاكم.وحذر المهدي من حالة الاحتقان والانسداد والاستقطاب التي تحيط بالموقف السياسي منذرةً بعواقب خطيرة، وقال: كل هذه العوامل تجعل الاستمرار في ظل هذه السياسات مستحيلاً، وتفتح الباب لكل الخيارات، وأن هذا الوضع لا تعالجه الإجراءات الاحترازية، ولا تجدي معه الأساليب المجربة، ولا يمكن تجاوزه بالتصريحات النارية، وأضاف: إنّما يعالج بإجراء عاجل يعلنه الرئيس بالدعوة الجادة لقيام حكومة انتقالية يشترك فيها الجميع بأوزانهم السياسية والاجتماعية لوضع خطة عاجلة تنتشل الوطن من الحال الذي وصل إليه. وقال المهدي: إذا أجمع أهل السودان على برنامج الخلاص الوطني، وحبس الحزب الحاكم نفسه في العناد والانفراد، فلا مناص من الدعوة لتنشيط التحرك المدني عبر اعتصامات شعبية في الميادين العامة تعبيراً عن تأييدهم لإقامة نظام جديد بكل الوسائل ما عدا العنف والاستنصار بالأجنبي. وأكد أن هذا هو نهج حزبه المدروس وأجمعت عليه أجهزته الدستورية، وانه الطريق الأكثر أماناً لخلاص الوطن، وقال: لكن هنالك أفراداً انحرفوا عن المؤسسية، واتخذوا مواقف فردية منهم من كون حزباً وانضم به لحكومة المؤتمر الوطني ومنهم من خرج على قرارات المؤتمر العام السابع واكتفى بالتصريحات الكيدية ومنهم من جندته جهات خارجية تتولى الصرف عليه فانضم إليها دون أي اعتبار لموقف جماعته، لهؤلاء جميعاً نقول: إن الجماعة بدستورها الديمقراطي ومؤسساتها الفاعلة وخطها الفكري والسياسي الواضح ماضية في سبيلها لا يعيقها تساقط الصفق اليابس: إن المنبت لا أرضاً قطع ولا ماء أبقى. وسوف نهزم أجندة العناد والانفراد، وأجندة الاحتراب والاستنصار بالخارج.