رحل أمس في صمت أحد أفذاذ الشعراء السودانيين الذي وصفه الراحل مصطفي سند, حين قال عنه: (مهدي التلقائي الأكبر في اندفاع مسيرة الشعر السوداني المعاصر), وذلك على خلفية قصيدته (مَن أكون).. وغادر الفانية المربي والشاعر الذي احتمى بالفة التواضع رغم كبر قامته الشعرية وثقافته وعلمه وشاعريته.. الشاعر الكبير مهدي محمد سعيد الذي ووري ثرى المدينة التي أحب أم درمان في موكب مهيب لأهل حَيّه بيت المال وعُشّاق شعره وتلامذته.. ولد الراحل العام 1934م في أم درمان. وحصل على ليسانس من جامعة القاهرة - فرع الخرطوم 1960م. عمل مُدرِّساً بوزارة التربية والتعليم ومديراً لمدرسة وادي سيدنا الثانوية. كان عضواً مؤسس للندوة الأدبية بأم درمان وبلجنة الشعر بالمجلس القومي للآداب والفنون وبالهيئة القومية للآداب والفنون وعضو لجنة التصويب بالإذاعة والتلفزيون (سابقاً), واللجنة التنفيذية لإتحاد الأدباء بالسودان. وله عدد من الدواوين الشعرية منها (الطين والجوهر 1979 و مرافئ الرؤى 1988 وقلبي ينادي 1999م). والشاعر مهدي محمد سعيد يضئ من تحت الأنقاض، كما أنه يضئ عُتمة الليل في أشعاره بسحر الليل بملكات ومقدرات ومفردات مُتوهِّجة في الشعر السوداني. له الرحمة والمغفرة ولأسرته ومُحبي شعره ولقبيلة الشعراء حُسن العزاء.