بعد الاعلان عن المحاولة التخريبية حاولنا عبر هذا الحوار القصير استنطاق القيادي بالحركة الاسلامية عضو المكتب التنفيذي للحركة والقيادي بالمؤتمر الوطني حول مبررات ما حدث ومدى علاقته بالتيارات داخل الحركة والمجموعات التي أعلنت عدم رضائها عن مؤتمر الحركة الاسلامية .. * المحاولة التخريبية التي اتهمت فيها قيادات من الحركة الاسلامية بماذا تفسرها؟ **المحاولة التخريبية من حيث المبدأ هي رسالة سالبة بكل المقاييس في توقيتها وهدفها فهي مهددة لاستقرار السودان وهو يواجه تحديات كبيرة من نزاعات طرفية ومشكلات اقتصادية وأزمات سياسية وهي سلوك مضعف للإرادة الوطنية وإشارة سالبة للأعداء ، المحاولة لا توجد لها مسوق مطلقا و.. يشار الى ان وجود تململ وعدم رضا من أداء الحكومة؟ هذا الحديث غير منطقي ، فالمؤسسات الحاكمة تمارس شوراها بشكل راتب على مستوى اللجان والقطاعات والقيادة تقوم بأداء عملها بشكل جيد ومتطور ، يوجد تبادل المواقع بين الاجيال يحدث هذا بمنطق سليم وبقوة داخل المؤسسات و حدث تجديد على مستوى الجهاز التنفيذي وتم رفده بشخصيات شبابية و.. *ولكن ما زالت ترتفع أصوات بالانتقاد وتكريس بعض المواقع لشخصيات بعينها؟ **الشخصيات التي تم الابقاء عليها لأنهم ممسكون بملفات مهمة كالبترول والكهرباء وغيرها لان هذه المواقع لا تحتمل تغيير الشخصيات ، ولكن تم ضخ اعداد كبيرة من الشباب بمواقع عديدة هذا بجانب ان التعديلات الاخيرة بالجهاز التنفيذي كان خصما على المؤتمر الوطني في اطار توسيع الفرص للقوى السياسية الاخرى ومطلوبات سلام دارفور ، في تقديري لا يوجد اي مسوق يعبر عنه بانفجار كالذي حدث . *ولماذا تزامنت المحاولة مع نهاية مؤتمر الحركة الاسلامية ؟ ربما يشير الى عدم رضا من المخرجات؟ **مؤتمر الحركة الاسلامية كان التعبير فيه حراً والتداول حول القضايا فيه كثير من الشفافية .. فمثلا جل الناس صوتوا للطيب ابراهيم محمد خير رئيسا للمؤتمر بشفافية كبيرة باعتبار انه غاب كثيرا وعودته للقيادة كانت محل ترحيب ، كما تم التصويت لموضوع الامانة والشورى بذات الشفافية وكل فريق له منطقه وفاز خيار اختيار الامين العام من داخل الشورى بالأغلبية ، وفي تقديري انه خيار جيد لأنه يتيح فرصة الجرح والتعديل بشكل اوسع مما يتم من المؤتمر العام ولم يكن هناك حجر لرأي شخص وأتيحت فرص واسعة لكل وجهات النظر ثم تم التصويت *البعض لم يتوافق مع هذا الإجراء؟ **ما ذكرته سابقا هو وقائع الاجراء كما ينبغي ان تحدث ، لكن من حيث الواقع لابد ان يحدث تناغم في القيادة على مستوى الحركة والدولة والحزب .. مهم جدا ان يحدث انسجام وان يوفر قدر عالٍ من حالات التراضي بين المجموعة في القيادة ولا يمكن بينها شخص لا يتناغم مع الآخرين في ظروف استثنائية لا تحتمل إلا الانسجام والتوافق ، و مهم جدا ان يكون الامين العام تتوافر فيه صفة التناغم والتوافق بين المؤسسات الثلاث (الحركة والحزب والحكومة) . *المحاولة ربما انطلقت من المجموعات الست التي اعلنت رفضها لانتخاب الامين العام؟ **منطلقات المحاولة قد تكون شخصية ، رغبة في الحكم او البقاء في منصب معين وهذه ليست لها علاقة بالمؤسسية او اجراءات انتخاب الامين العام او الشورى ، فالنهج الذي تواضعنا عليه كحركة اسلامية لا نولي شخصا منصبا يطلبه وليس من الطبيعي ان يتطلع شخص ينتمي الى الحركة الاسلامية الى منصب او موقع فهذا لا يمت للمؤسسية والالتزام الذي قطعناه بصلة ، فان كانت الدولة على مستواها العام خضعت لنتائج الانتخابات وجاء الرئيس للحكم بخيار الشعب ، فالانقلاب على السلطة ليس له مبرر شرعي يدعمه مطلقا ، ولا تأتي هذه المحاولة إلا في اطار التطلعات الشخصية او ربما من منطلقات اخرى. *ولكن توجد تيارات جاهرت بانتقادها لتجربة الحركة الاسلامية في الحكم؟ **الرضا وعدم القبول في كل شئ نسبي ونحن داخل مؤسسات الحركة والحزب نوجه انتقادات لأنفسنا وأدائنا بشكل اوسع مما يقال وينشر بالصحف وظل منهج محاولات الاصلاح لغرض التطوير يمارس داخل مؤسسات القيادة في الشورى والوطني عبر نقاش عميق وجاد ومثمر ولكنه لا يخرج عن الاطر المؤسسية ، و رأي العضو بالحركة ليس بالضرورة ان يؤخذ به او ان يلزم به المجموعة لذا ينبغي ان لا نزايد في آرائنا ، ويوجد الكثيرون من لهم آراء في الازمات التي تحاصرنا ولكن كيف السبيل لتجاوزها فالخطط موضوعة والبشر فاعلون .. لذا الحديث عن عدم الرضا من هذه الزاوية ليس فيه حكمة او منطق . *البعض من الذين اتهموا في المحاولة كانوا في السابق فاعلين في الحكومة؟ **القلوب بين يدي الرحمن يقلبها كيف يشاء وسلوك الاشخاص الظاهري لا يمكن ان يحكم على ما بداخلهم وتوجههم ، وهذا العمل لا يمكن توصيفه إلاّ بالعمل العدائي الذي تم في ظروف قاهرة وصعبة لذا يقتضي الحسم الناجز ، والخلخلة في الصف غير موضوعي ، وما حدث بمؤتمر الحركة هو مؤشر لنجاحها الشوري ، فالأعضاء قالوا حديثاً موجعاً بدون تردد ولم يقدروا المساحة بينهم وبين القيادة ولم يحجر عليهم أحد ، فما حدث لا يخلو من مقاصد خاصة لا تخدم البلد.