تبدأ (الرأي العام) اليوم رحلة جديدة مع القراء الأعزاء الاوفياء الذين إرتبطوا بها إرتباطاً قوياً لما وجدوه فيها من مصداقية عالية ومهنية متميزة ووطنية لافتة للنظر . اليوم (الرأي العام) وهي ترفع سعرها إلى جنيه ونصف الجنيه اضطرت لهذا الأمر اضطراراً ... لاننا تسلمنا من المطبعة رسالة حاسمة تخطرنا فيها برفع سعر طباعة النسخة الواحدة من الجريدة الى جنيه كامل ... وهذا المبلغ الكبير لا يتناسب مع تكلفة سعر الصحيفة . الصحيفة تصرف يومياً مبالغ كبيرة لمدخلات الكمبيوتر والترحيل ، ومرتبات العاملين بها ... والتكلفة الحقيقية تتجاوز الجنيه ونصف الجنيه بكثير ، لكننا قررنا تنشيط الإعلان وشركة التوزيع لتغطية ما يمكن تغطيته من تكاليف مرتفعة ... ثقتنا في قارئ (الرأي العام) الذي ارتبط بها منذ سنوات طويلة عالية ، وعالية جداً ... في أن يتقبل السعر بكل أريحية ورضاء تام ، وسوف نعوضه بمشيئة الله بمواد دسمة في كافة المجالات ... تجعله لا يشعر بالزيادة التي فرضها ارتفاع أسعار مدخلات الطباعة من ورق وأحبار وعمالة مع ارتفاع سعر الصرف بالنسبة للدولار . وفي ظل ظروف الارتفاع الجنوني بكافة السلع في الأسواق .... وتقديراً لظروف الناس المعيشية ... صبرنا فترة طويلة نتحمل الخسارة ... لكن السعر الجديد الذي يساوي سعر بيع الصحيفة لا يمكن الصمود معه ... ويؤشر لكارثة قادمة لكل الصحف السودانية . وارفع الصوت عالياً للمسئولين في الدولة ... واقول لهم إن الصحافة السودانية في خطر ... وأن مستقبلها غامض ومهددة بالتوقف ما لم يتحركوا لدعم منتجات الطباعة ، ودعم الدور الصحفية نفسها ... خاصة أن المطبعة التي تطبع (الرأي العام) مطبعة حكومية ... والأجدر بالحكومة أن تدعم ما تستورده من مدخلات الطباعة مع العلم بأنها تطبع معظم الصحف السودانية. ومن سوء الحظ أن تظل مطبعة (الرأي العام) التي تم استيرادها قبل سنوات ولم تعمل إلا لأيام ... متعطلة ... وأصبحت تقف مثل أبي الهول لا أحد يتحرك لنجدتها أو التحري في أسباب تعطلها . هذا أمر لا يهم القارىء ... لكن يهمنا ... ويؤكد الإهمال الكبير الذي شمل معظم المرافق خاصة الحكومية . ... نحن نطلب دعم القارىء والقبول بالسعر الجديد حتى يساعدنا في تخطي هذه المرحلة الحرجة . ونعاهد القارىء بتقديم خدمة صحفية متميزة ترضي طموحاته ... ورغباته في المعرفة الحقيقية والاستنارة المتميزة ... كما نعاهده بعكس مشاكل المواطنين ... وتبني قضاياهم ، والعمل على إيجاد الحلول لها . من أقسى القرارات على الصحافة الملتزمة ... أن ترفع سعر الصحيفة ، لكن قرار المطابع أجبرنا على ذلك ... نحن واثقون من قراء (الرأي العام) الذين وقفوا معها طوال السنوات الماضية ... ونطلب منهم أن يقفوا اليوم معنا لنتجاوز معاً أشهر الجمر ... إلى أن يفتح الله على بلادنا بمزيد من الثروات لينصلح حال شعبنا ومعيشته وصحافته . ثقتنا كبيرة في قراء (الرأي العام) ... و معاً نحو المجد. والله الموفق وهو المستعان .