«هيبة الرجل»؟ أكاد أجزم ان هذه (العبارة) هي جديدة تماما على أذن الكثيرات من النساء اليوم ، فهي عبارة كانت تقال قبل زمان بعيد على أيام أمهاتنا وحبوباتنا (زمن كل حاجة كانت في حتتا) فقد كان في ذلك الزمان الجميل (للرجل) هيبة في بيته يمارس فيه سلطاته بحنكة وحزم يخاف غضبة الجميع ويطيعه ويحترمه الكل لا يتحدثون إليه إلا همساً ولا يتخذون أمراً من الأمور المهمة إلا بعد ان يوقع بموافقته . حينما كنا صغارا كانت أمهاتنا لا يتجرأن على نطق أسماء أزواجهن ويشرن إليهم عند التحدث عنهم ب(أبو فلان) فتأمل أيها القارئ الكريم .. كان أبي (عليه رحمة الله) عندما يعود عصراً من (السوق) حيث كان (عاملاً) بسوق (الخيش) كان (عليه الرحمة) يطرق باب المنزل (بعكازته) طرقات قوية يعم على أثر سماعها السكون كل مكانه في المنزل .. الكانوا قاعدين (يتشاكلو) يوقفو (الشكل) والكان طالع في (برج الحمام) ينزل ...والكان راقد (يقوم على حيلو) وما أن يرتفع صوت الوالدة : -يا أولاد أفتحوا لأبوكم الباب حتى يهرع أقربنا نحو الباب لفتحه ويتقدم آخر لحمل (أكياس) الرغيف والخضر والفواكه عنه !! (شفتو الطبقة العاملة كانت كيف؟). فى رأيي المتواضع أن هيبة الرجل في بيته قد ضاعت كما ضاعت من مجتمعنا أشياء .. هذه هي الحقيقة المرة التي لا تحتاج إلى دليل وهي للأسف الشديد حقيقة صادمة فلم يعد الرجل هو (أب شنب) ولم يعد في البيوت من يخاف منه (أب، أخ ، عم، خال) لذلك أصبحنا نرى ما نرى من التفكك الاسري والظواهر السالبة التي ما كانت ستجد لها مكاناً في مجتمعنا (لو كان أب شنب لسه عايش) ، لكن للأسف الاسيف (أب شنب مات) متأثراً بجراحاته لأنه لم يعد يتحمل أعباء الحياة (المادية) وحده كما كان في الماضي وبذلك ومن منطلق أن من لا يملك قوته لا يملك قرارة ... أصبح (أب شنب) في خبر كان ! العبد لله لا يقصد بالهيبة المعنى الشائع والمتداول والذي يرمز للسطوة والعضلات والصوت العالي والسيطرة ، لكنه يقصد بها إنو يكون في زول في البيت الناس تعمل حسابا منو .. الولد العاوز يتأخر ويجي (نص الليل) يفكر ألف مليون ... البت العاوزة تلبس ليها حاجة (قصيرة) او (بنطلون) تعرف إنو هي أصلاً مفروض ما تفكر في الموضوع ده .. كل زول في (البيت) عارف إنو (سلوكو مراقب) والعقاب لو (عمل كده وللا كده) في انتظارو لا محالة ! ولأن (من أمن العقاب ساء الأدب) نجد أن العيار (فلت) ,والقصة (هاصت) والمسألة بقت (عايرة وأدوها سوط) وهنا يحضرني موقف حدث لي (ممكن يلخص كل الحكاية) وقد سردته مؤخراً في لقاء تلفزيوني على إحدى القنوات الفضائية .. في سبعينيات القرن الماضي كنا في المرحلة الثانوية بمدرسة (المؤتمر) .. كان زماناً جميلاً في كل شئ .. كل شئ .. (ما علينا) .. كانت الموضة تلك الايام أن يرتدي (الأولاد) بنطلون يسمى (شارلستون) وهو بنطلون عااادي وود ناس (يعني ما ناصل وكده) .. كل الموضوع إنو (فتحة الرجل زايدة ليها بوصتين تلاتة) .. أعجبتني الفكرة فوفرت من مصروفي وذهبت عندما اكتمل المبلغ لمحلات (عباس رشوان) التي كانت بالقرب من الجامع الكبير بأم درمان واخترت قطعة من (الموهير) اللامع الفضي وذهبت بها للترزي وكان لابد لي أن اتعامل مع هذه المحاولة (التخريبية) بكل حذر حتى لا تكتشف .. وما أن تسلمت (البنطلون) حتى أصبح السؤال (ح توديهو وين؟) ولم تكن الإجابة عسيرة فقد تفتق ذهني حينها ان أضعه عند الجيران وقد كان .. كنت عندما اود ان ارتديه أخرج عادي من المنزل (لابس محتشم وكده) وأغشى الجيران (اشيل الما محتشم) وما أن أبتعد بمقدار (سنة ضوئية) وأتلفت شمالا ويمينا حتى أقوم بارتدائه في فزع شديد .. والفزع ده ببساطة لأنو عندي (أخوي الأكبر مني) لو شافني ح تكون مصيبة .. لاحظ إنو ده (اخوي) مش ( أبوي) .. بالله شوفو الكلام ده (كيفنهو) وده كلو عشان (بوصتين) زيادة في رجل البنطلون (الما سيستم) .. السؤال البيفرض نفسو هو : هل يعود أب شنب إلى دائرة (الأحداث)؟ .. الإجابة للأسف الأسيف (ولا الرأي العام ذااااتا) !! كسرة : الله يجازي الكان السبب !! كسرة ثابتة : أخبار ملف خط هيثرو العند النائب العام شنو(وووو ووووو وووو)؟ - الاحتفال قريباً بالذكرى السنوية -