افريقيا ارض الفرص الواعدة في الاستثمارات الدولية لا تجد حظها من توجه رؤوس الاموال الدولية نحو مشاريعها التنموية والاستثمارية المربحة، ومن بين المؤتمرات الافريقية المهمة في الترويج لفرص الاستثمار واظهار عافية الاقتصاد الافريقي في وسائل الاعلام الدولية مؤتمر البورصات الافريقية الذي التئم الاسبوع المنصرم بالقاهرة ،وكشف المؤتمر ان التقديرات تشير إلى إمكانية أن تحقق القارة معدل نمو يصل إلى نحو (5% ) بحلول عام 2016 ، وهو معدل يفوق ما هو متوقع من معدل نمو لدول شرق ووسط أوروبا ، وأمريكا اللاتينية ، والولايات المتحدة ، واليابان. ودعا الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء المصري في كلمته أمام مؤتمر المستثمرين إلى النظر بعين الاعتبار إلى الاستثمار في القارة، من خلال نظرة طويلة المدى، فحجم العائد في المشروعات الأفريقية يزيد بمقدار 11% عن نظيره في أمريكا اللاتينية وآسيا، كما أن من المهم العمل على تغيير الأفكار النمطية المغلوطة لدى البعض عن المجتمعات الأفريقية. وأشار قنديل إلى أن الدخل القومي الإجمالي للقارة والذي يبلغ حالياً نحو 1.6 تريليون دولار، من المتوقع أن يصل إلى نحو 2.6 تريليون دولار بحلول عام 2020.. مؤكداً أن أفريقيا لديها كل الإمكانيات التي تؤهلها للانطلاق : من موارد طبيعية، ومصادر طاقة، وكذلك وبالأخص رأس المال البشري. وأضاف رئيس مجلس الوزراء إن فرص الاستثمار المربح في أفريقيا كبيرة ومتعددة، ومع ذلك فإن العديد من المستثمرين ليست لديهم المعلومات الكافية بحجم الفرص الاستثمارية بالقارة. وأكد رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية الدكتور محمد عمران، أن إفريقيا لديها فرص استثمارية واعدة لم تستغل بعد، مشيرا إلى أن أسواق المال الإفريقية شهدت نموا وازدهارا كبيرا خلال الفترة الماضية، لتصبح من أهم الأسواق الجاذبة للاستثمار في العالم. وأوضح خلال فعاليات المؤتمر ، أن الاستفادة من عملية الربط مع الدول الإفريقية في حال تنفيذها ستسهم في جذب الاستثمارات الإفريقية في السوق المحلية، وكذلك جذب شريحة كبيرة من العملاء والمستثمرين الأفارقة، موضحا أنه سيتم تحديد المعايير اللازمة لتصميم مؤشر يقيس أداء جميع أسواق بورصات الدول الإفريقية بصورة يومية. وانعقد المؤتمر هذا العام بمشاركة اتحاد البورصات العربية واتحاد البورصات الأورو ? آسيوية، واتحاد بورصات جنوب آسيا الذي تنعقد جمعيته العمومية السنوية على هامش المؤتمر بالقاهرة. ومن جانبه أكد، أسامة صالح، وزير الاستثمار، في كلمته أمام المؤتمر، أن استضافة البورصة المصرية لمؤتمر البورصات الإفريقية بالقاهرة يمثل حدثا مهما، ليس فقط لأهمية اتحاد البورصات الإفريقية والمكانة الرفيعة التي يتبوأها على المستوى الدولي، ولكن لما تحمله استضافة الحدث من رسائل عدة، تؤكد جميعها أن مصر في سبيلها للنمو والاستقرار الاقتصادي ، وأشار صالح إلى أن وزارة الاستثمار معنية برصد الفرص الاستثمارية والمشروعات المتاحة ودراستها بمختلف الدول الإفريقية، والعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجه رجال الأعمال المصريين عند إقامة مشروعاتهم بالدول الإفريقية، مع تشجيع إقامة مشروعات أفريقية مشتركة وبحث الوسائل والسبل التي تؤدي إلى تنفيذها، وكذا توفير الدعم الفني المطلوب للأفارقة في مجالات الاستثمار ، وأضاف أن مشاركة رئيس الوزراء في المؤتمر، تعكس رسالة واضحة من الحكومة المصرية، مفادها أن الاهتمام المصري بإفريقيا لم يعد محل شك، وأن تغيرا حقيقيا بات يتحقق ويفرض نفسه في سياستنا تجاه إفريقيا، مشددا على أن التوجه نحو إفريقيا خلال المرحلة المقبلة سيكون جادا ومثمرا وبصورة أكثر عملية، بعيدا كل البعد عن الشعارات والمزايدات.