تأسيس مشروع البورصة العربية المشتركة، كأول سوق رأس مال عربية مشتركة بمواصفات عالمية من أهم التوصيات التي خرج بها منتدى القطاع الخاص العربي التحضيري للدورة الثالثة للقمة الاقتصادية العربية المرتقبة بالرياض، وهو مشروع كبير يقوده القطاع الخاص العربي بحجم استثمارات يناهز ثلاثة تريليونات دولار، وهو بلا شك إنجاز وخطوة كبيرة لإنجاح القمة المرتقبة لتأمين الأمن الغذائي، ومن المتوقع أن توفر مشاريع البورصة العربية المشتركة نحو ثلاثة ملايين وظيفة، كما ستتيح للاقتصادات العربية مزايا تفضيلية أهمها تعزيز منافسة البورصات العالمية وقدرتها على استقطاب جزء من تدفق الاستثمارات ورؤوس الأموال العربية والأجنبية والمهاجرة إلى أسواق الدول العربية، وتوفير حاضنة متخصصة تضم مشاريع نوعية، وتوفير ملاذ آمن لرؤوس الأموال المحلية والإقليمية، وجذب الرساميل الأجنبية والمهاجرة، وتسخير التكنولوجيا الحديثة لتسهيل تدفق الاستثمارات عن بعد، ونقل فرص الاستثمار العربية الكامنة إلى المراكز المالية العالمية الرئيسة. المشروع حظي بحماس بعض الدول التي بادرت بتقديم كافة التسهيلات الممكنة له ووافقت البحرين على استضافة المقر الرئيسي للمشروع في مرفأ البحرين المالي. فقط تبقى حماس القادة العرب لهذا المشروع الذي يمثل أكبر تكتل للدول العربية لتأمين الأمن الغذائي ولتحقيق مبادرة العاهل السعودي في هذا الشأن وحسب توضيحات مؤسس المشروع فإن حجم الاستثمارات المتوقع إدراجها في البورصة المشتركة في نهاية الخطة الخمسية الثالثة التي تنتهي في عام 2028م ستقارب ثلاثة تريليونات دولار موزعة بين جميع أسواق الدول العربية. آن الأوان أن تنهض الدول العربية بمثل هذه المشاريع الكبرى التي تمثل تحديًا لجذب الرساميل المهاجرة ونقل مثل هذه الفرص للدول التي حباها الله بالأرض والمياه لتكون رحمة لهذه المشاريع المستقبلية التي تدر بالفائدة على كل الدول العربية بعد أن ثبت أن النفط وحده لن يحل مشكلة فجوة الغذاء في العالم العربي، الدورة الثالثة للقمة الاقتصادية مفصلة تفصيلاً على السودان باعتباره رأس الرمح في حل هذه المشكلة وعلى القائمين بالأمر الاقتصادي والاستثماري التنسيق لتذليل العقبات كافة وتبني السياسات والحوافز لجذب الاستثمار العربي باستخدام التكنولوجيا في كل المعاملات المالية للمستثمرين الراغبين في الدخول في استثمارات زراعية، وعلى وزارة الاستثمار بالأخص أن تعلن للمستثمرين العرب عامة والسعوديين خاصة أنها قد أزالت كل العقبات التي شكا منها المستثمر العربي من قبل، وطالب الوزارة صراحة بحلها قبل المخاطرة والدخول مرة أخرى في استثمارات فاشلة بسبب البيروقراطية في المعاملات الإجرائية، وحديث البرير عن تخصيص الحكومة ل (100) مليون فدان للاستثمار الزراعي حديث مبشر لكن أخشى أن يكون للاستهلاك الإعلامي فقط؛ لأن المساحة المذكورة لو زرعت نصفها فقط لسدت الفجوة الغذائية التي سيجتمع القادة لبحث مخرجات لها. مطلوب من القادة بحث المشاريع العربية المشتركة وتقوية البنيات التحتية وتشجيع استثمارات القطاع الخاص وموضوع النقل الذي يربط بين هذه الدول لتكون حزمة واحدة لتحقيق الاستثمار الأكبر التكامل العربي المشترك.