مقام الشيخ حمد النيل بامدرمان اصبح مجمعا للمريدين والذاكرين والمادحين حبا ل(رسول الله عليه افضل السلام) مشهد عصر الجمعة في مقام الشيخ حمد النيل يحلو فيه الذكر وتجتمع فيه كل الاجناس وبينهم(خواجات) كما يحلو لاهلنا ان يلقبوا اولاد اوروبا وهم قد شدهم المنظر فجاءوا منجذبين وبينهم من سلك الطريق كما يقول الصوفية . مجموعات تتمايل في ملابسها الخضراء والبيضاء على دقات الدفوف والطار والنوبات. وأصوات الذاكرين حلقات الذكر في هذا المقام تعقد تخليداً للشيخ حمد النيل وهو من رواد الحركة الصوفية في السودان وأحد رموز الطريقة العركية. وتبدأ حلقة الذكر في مساحة دائرية صغيرة، ثم تتسع لتصبح كبيرة جداً رغم اكتظاظ المكان بالذاكرين الذين أتوا من أبعد الأماكن ليشاركوا في هذه الحلقة التي كادت تكون فريضة عليهم، مرددين »حي قيوم.. لا.. إله..إلا..الله«.. على أطراف الحلقة تجد بعض المريدين يحملون في أياديهم عصي ، تجدهم ينتشرون عند أطراف حلقة الذكر يلوحون بعصيهم ببطء لبقية المريدين لرفع أصواتهم بالمديح. وكلما مر الوقت ازدادت سرعة إيقاع الذكر، لذلك لن تفاجأ ببعض الذاكرين وقد انتابتهم حالة من الجذب السماوي كما يطلق عليه. وداخل الحلقة تجد أحد المتصوفين وهو يحمل مبخراً ليعطر الحلقة، والآخر يحمل إبريقاً يسكب منه الماء على الأيادي. وعند أذان المغرب تختتم حلقة الذكر ويقوم المريدون بصلاة المغرب في المكان ذاته ويؤمهم شيخ الطريقة وبعدها يغادر الجميع المكان على أمل اللقاء في الموعد ذاته في الأسبوع الذي يليه.. حقا الجمعة في حمد النيل(حلو الذكر فيها) الا بذكر الله تطمئن القلوب..وامدرمان امان.