دارفور غنية بتراث ثر وهي أرض تنبت الأمثال كما تنبت الأرض الأزاهر. والي جنوب دارفور الأستاذ حماد إسماعيل حماد أتحفنا قبل يومين فيما نقلته عنه (الرأي العام) أمس بواحد من أمثال أهلنا هناك بما فيه من جميل الصورة وحسن العبارة ودقة الوصف. قال الوالي أنه ((تحت تحت في واحدين من نيالا شاركوا في المحاولة التخريبية وضنبهم شايل حسكنيت)). يبدو أن لدى الوالي مشكلة في التوقيت ومواكبة التوصيف، فقد تقدمت الجهات المعنية بالمسألة في الخرطوم من وصف (محاولة تخريبية) إلى انقلاب كامل الدسم، وإذا واكب الوالي فإن حجم الحسكنيت سيزيد في (ضنب) من شارك من أهل نيالا إذ أن الأمر قد اتسع. ولعل المثل قد ارتد على الراوي واضحى من الممكن رؤية الحسكنيت في (ضنب) الوالي. نعلم أن المحاولة التخريبية على رواية الوالي والمحاولة الإنقلابية على رواية أهل الشأن أريد بها قلب نظام. الحكم الذي هو في عاصمة البلاد ولم يقع في نيالا، وان السيد الوالي ليس معنياً بهذا الملف وربما يكون الخوض في شأن أمني من التخوم والأطراف مما يضر أكثر من فائدته حتى ولو كان لأجل إقناع المستمعين في الوحدة الشرقية لبلدية نيالاجنوب التي خاطبها الوالي. نعلم أيضاً أنّ السيد الوالي هو من يقوم على الأمن في ولايته وهو من يرأس المجلس المعني بهذا هناك. وهذه الولاية وجرياً على المثل الجميل المفصح، فقد قدمت لنا مشهداً لا مثيل له إلا في الافلام الهندية التي تجيد عرض وسائل وفنون تهريب رجال العصابات من قاعات المحاكم والسجون العتيقة. لو أن الوالي قدم مثله الرائع هذا وقد تم القبض على مختطفي متهمي سرقة بنك الخرطوم لكان المثال اروع والصدق فيه أبين وأوضح. وأهلنا في غرب السودان يقولون إن (جرادة في سروال ولا بعضي إلا قعادو حار). ويبقى أن (قعاد) المتهمين في مخبأهم سيظل حاراً وأحر وأسخن من طعن الحسكنيت الذي تبقى في ضنب من شارك في المحاولة التخريبية الإنقلابية التي لا تكفي لتغطية الذي وقع في محكمة نيالا ليبقى المطلوب من الوالي والولاية أن يعمدوا إلى المطلوب منهم، إذ التبرير الفطير يزيد الأزمة لتصبح أزمة (مصداقية) وشك في القدرة. نأمل أن ينفض (بضم الياء) (الحسكنيت) من كل (الضنوب) في نيالا هذا إذا صح جمع (ضنب) على (ضنوب).