في أحد مهرجانات المربد الشعري ايام الرئيس الشهيد صدام حسين.. كانت القيادة السياسية العراقية تحرص على حضور كل الأماسي الشعرية.. وكل الحلقات الدراسية وكان الرئيس صدام والأستاذ طارق عزيز نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية ووزير الإعلام لطيف نصيف جاسم يحرصون على الالتقاء بالشعراء.. والمفكرين والنقاد المشاركين في المهرجان.. بل يجلسون معهم في موقع واحد في الدعوات التي تقيمها الدولة لهم. في هذه الصورة.. الاستاذ طارق عزيز «فك الله أسره» يعانق الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري الذي كان مشاركاً في أحد المهرجانات ونالت قصيدته الرائعة «يأتي العاشقون إلى بغداد» .. نالت الجائزة الأولى والتي كان محدداً لها «50» ألف دولار.. لكن اعجاب الرئيس صدام بها وبفكرتها وكذلك لجنة التحكيم رفع الرئيس قيمتها إلى مائة ألف دولار.. استلمها الفيتوري بنفسه.. والفيتوري.. يعيش هذه الأيام حالة مرضية وسط تناسي كل الأنظمة التي كانت تحتفي به ولو كان الرئيس صدام وحكومته موجودين، لما حدث مثل هذا الاهمال للشاعر الكبير محمد الفيتوري ولسوء حظه سقط النظام الليبي الذي كان رئيسه معمر القذافي يهتم بالفيتوري.. وأسأل أين اصدقاء ومحبو الشاعر الكبير في السودان و في كل ارجاء الوطن العربي..؟ انهم فقط يتفرجون على مأساة هذا الشاعر العظيم.. نسأل الله الشفاء لشاعرنا الكبير، ونسأل الله ان يتحرك أحبابه، والمسألة ليست جواز سفر. وهو موجود قبل ان يتحرك من كانوا خارج الحلبة...