تجاوزت تكلفة إنشاء مشروع المكايلاب الزراعي بمحلية بربر ولاية نهر النيل ال(40) مليون جنيه، واستمر العمل فيه لأكثر من (10) سنوات بدعم ورعاية خاصة من د. أحمد مجذوب أحمد إبان توليه حقيبة وزير الدولة بوزارة المالية والاقتصاد الوطنى، ودعم موقفه ورعايته بتنصيبه والياً لولاية نهرالنيل، ومن خلال الجهود التى قامت بها وزارة الزراعة الولائية بلغ العمل بالمشروع مراحله النهائية، حيث جرت المياه بالترع الرئيسية منذ سبتمبر من العام الماضي، ولكنها لم تخرج من تلك الترع الى المساحات البكر، بسبب الخلافات وسوء الإدارة، فى الوقت الذى عجزت فيه الجهات الرسمية والشعبية للوصول لصيغة اتفاق واضحة مع الأهالى فى توزيع الأرض، ويهدد توزيع الأرض المشروع بالفشل الذريع بعد الأموال الطائلة التى صرفت من قبل الدولة، فى الوقت الذى يعول المواطنون كثيرا على المشروع بعد ان فقدوا جميع أراضيهم بسبب الفدان، وعجزهم عن ري بقية الأراضي جراء انحسار النيل وقيام الجزر الرملية فيما تبقى من مساحات زراعية. وفى ذات السياق أوضح د. على أحمد حامد وزير الزراعة بولاية نهر النيل ان وزارته تولت أمر مشروع المكايلاب الزراعي وتسلمته قرابة العام بعد ان اكتملت منشآته، وأكد نجاح الوزارة فى عمل الترع والقنوات وايصال المياه بها، وقال الوزير فى حديثه ل( الرأي العام) : ان عدم اتفاق المواطنين على توزيع المساحة فيما بينهم حال دون استغلال المساحة، وتابع: جلسنا معهم عدة جلسات ولساعات طوال، ولم نصل الى حل نسبة لضيق المساحة مقارنة مع أعداد المواطنين، واقترحنا عليهم توزيع الأرض على مراحل، ولكنهم رفضوا ذلك، وعرضنا عليهم مستثمراً للعمل معهم باية صيغة من صيغ الاستثمار بالولاية سواء المزارعة او المشاركة او غيرها، ولم يتم اتفاق فيما بين الأهالى، واتصلنا بقياداتهم الشعبية وأكدنا لهم رغبة حكومة ولاية نهر النيل فى دخول المشروع العروة الشتوية الحالية، ومازالت الحوارات جارية ونتوقع الوصول لحل مناسب فى الأيام المقبلة، وأكد حامد جاهزية وزارة الزراعة للدخول فى ذلك متى توصل الأهالي لاتفاق فيما بينهم. من جانبه أعرب الأستاذ حسن حسين النبوي ممثل الدائرة بالمجلس التشريعي وعضو اتحاد مزارعي ولاية نهر النيل, استياءه لما يحدث بالمنطقة تجاه مشروعي المكيال وجمعية رأس الوادي التعاونية، خاصة من قبل حكومة الولاية ممثلة فى وزارة الزراعة، وأشار النبوي الى استلام الوزارة لرسوم خاصة بتوزيع أراضي المشروع لأكثر من (5) آلاف مزارع، ومنذ العام 2009م، بغرض توزيعها عليهم، ولكنها عجزت عن ذلك على الرغم من دخول المياه الترع الرئيسية منذ سبتمبر الماضي، وقال النبوي : جلبت الوزارة مستثمراً لاستغلال (3) آلاف فدان من المشروع قبل أن يتم التشاور مع المواطنين، وعلى ضوء ذلك جاء اعتراضهم عليه، بحجة انهم أولى بزراعة أراضيهم. واضاف: هنالك أكثر من (850) فداناً تتبع لجمعية رأس الوادي التعاونية ظلت بورا بسبب الجزر الرملية وبعد مياه الرى عن الترعة الرئيسية، وبقيام مشروع المكايلاب حلت مشكلة المياه، وما يقف عقبة أمام ريها من ترعة المكايلاب (10) أمتار تحتاج لتوصيل عبر مواسير، وأكد ان وزير الزراعة قام بزيارة الموقع ولكن المشكلة لم تبرح موقعها حتى الآن، على الرغم من بداية العمل من المواطنين وتحضيرهم وزراعتهم لمساحة (200) فدان ببذور القمح ظلت بذورها تحت الأرض، وهنالك تلكؤ من جهات الاختصاص فى عمل اللازم، على الرغم من إثارة الموضوعين أمام مجلس تشريعي الولاية بحضور الوزير المختص، حيث طالب الوزير بمساعدته، وقال النبوي ل(الرأي العام): لا يمكن أن نساعد على الخطأ. من جهة ثانية أرجع الأستاذ جعفرعكداوي رئيس المجلس المحلي ببربر فشل العمل إلى خلافات الأهالي، وتصفية حسابات بين قيادات بالمنطقة بعضها ظل يصارع منذ عهد بعيد فى الجمعية التعاونية والأراضي الزراعية، وأوضح ان معظم الأهالي (ركب الموجة) دون مراعاة لمصالحهم، حيث تم تضليلهم من قيادات بعينها، خاصة فى الاتفاقية مع أحد المستثمرين بإيجار (3) آلاف فدان لموسم واحد عمره أربعة أشهر فقط وبعقد قانوني، على ان يكون ايجار الفدان (350) جنيها، مقارنة بمبلغ (100) جنيه ايجار الفدان بمشروع الحصا الزراعى لمستثمر، وأضاف عكداوي: هذا يعود عليهم بمبلغ مقدر خلال أربعة اشهر، بجانب ما يقوم به المستثمر من تطهير وتوصيل للقنوات، ووصف توقف العمل بمشروع المكايلاب بالخسارة الكبيرة للبلاد عامة، و(13) قرية مستفيدة من هذا المشروع، حيث صرفت الدولة أكثر من(40) مليون جنيه فى هذا المشروع (40) ملياراً بالقديم، استمر العمل فيه لقرابة العشر سنوات، بجانب ان المواطنين الآن فى أمس الحاجة للمشروع بفقد أراضيهم بسبب الهدام وانحسار النيل.