(وصول الجنود الألمان المسئولين عن نصب بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ إلى تركيا إلى قاعدة أنجرليك العسكرية )،(كتائب أحرار الشام تعلن عن تحرير خمسة من الصحفيين الغربيين كانت تحتجزهم ما وصفتهم الكتائب بالشبيحة في إدلب) ،(الجيش السوري الحر يعلن سيطرته الكاملة على مخيم اليرموك جنوب مصر ،روسيا تمنع رعاياها من السفر إلى سوريا لأسباب أمنية) هذه بعض الأخبار التي تشير إلى قرب انهيار نظام بشار الأسد بعد أكثر من عشرين شهرا من سفك الدماء والاحتراب بين أبناء الشعب الواحد ،سيرحل بشار قريبا باحثا عن مصير جديد يحدد به نهايته . لقد بشرت بزوال نظام الأسد الذي هو أسد على بني جلدته لا على عدوه الإسرائيلي الذي يحتل جزءا من هضبة الجولان ،بشرت بذلك العديد من التصريحات ،فقد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند إن أيام نظام الأسد أصبحت معدودة، والمعارضة السورية حققت مكاسب كبيرة في الأيام والأسابيع الأخيرة على أرض الواقع. وصدرت التوقعات نفسها أيضا على لسان الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الذي أعلن عن قربه من الانهيار، انها مجرد مسألة وقت. وكان التصريح الاول للحليف الأول لنظام الأسد الذي أقر بتراجع حظوظ الحليف الذي لم تحالفه في الصمود أكثر فأكثر ، فقد حمل نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء الروسية «ايتار تاس»، «ينبغي أن نواجه الحقائق... النظام والحكومة في سوريا يفقدان السيطرة على المزيد والمزيد من الأراضي. للأسف لا يمكن استبعاد انتصار المعارضة السورية». إذن لا أحد ينكر أن نظام الأسد أخذ يلفظ أنفاسه الأخيرة ويسابق قادته الزمن في النفاذ بأنفسهم وذويهم ،ولم يتبق لبشار من مجال في المناورة سوى في اختيار محدود الخيارات لنهايته هل يريدها على الطريقة الصالحية اليمنية أم التونسية الفهيمة أم الليبية المهينة أم المصرية السجينة ؟وحتى هذه الخيارات تنسرب مع تسلل الساعات من بين يديه ،وربما يكون اقتراب الأسطول الروسي من السواحل السورية التي يتسابق الأمريكان أيضا إلى سواحلها لتأمين إسرائيل وتركيا من أية ردة فعل حمقاء من النظام حينما يصل نقطة اليأس فيلجأ إلى إستخدام أسلحة كيمائية أو بيولوجية على رؤوس نووية ،وهو ما تخشاه إسرائيل وتركيا وبعض دول الخليج المجاورة التي قدمت الدعم السخي للمعارضة المسلحة وتخشى من الإنتقام من النظام المحتضر .وبقدر ما تتسابق الدول العظمى في المياه الإقليمية للوصول إلى السواحل السورية ،فإنها أيضا تتسابق إلى تشكيل مستقبل سوريا ،فالغرب لا يريدها امتدادا للربيع العربي الذي أتى بالحكومات الإسلامية ،كما أن الخليج لا يريد استجلاب نظام إسلامي إلى جواره القريب ليصبح شرارة يخشى أن تلتهم هشيم تياراته السياسية ،لكن المفارقة تكمن في أن الاثنين -الغرب والخليج ?رغم عدم رغبتهما في ذلك ،لم يجدا بدا من التعامل مع عشرات التيارات والكتائب المنتسبة إلى الأخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية في سوريا ،وقد تسبب تأخر الدعم العسكري الغربي عن المعارضة النابع من تخوف إنتاج نظام إسلامي من ناحية وبروز جماعات سلفية جهادية ذات صلة بالقاعدة من جهة أخرى ،إلا أنها لم تجد في النهاية بديلا في العقيدة القتالية والصمود غير معارضة الداخل التي يقوده إما إسلاميون أو معتدلون ،بينما فشلت معارضة الخارج الليبرالية البعيدة عن الواقع وأنفاس الجماهير في خلق إجماع حولها لأكثر من عام إلا بعد التوحد مع أهل الداخل. حاشية: مثلما أن أمواج المياه الإقليمية في السواحل السورية تشهد تسابق السفن الحربية الغربية ،فإن مياهها الإقليمية تعبر عن فصل آخر من الصراع الإقليمي المعبر عنه دوليا ،سيما بعد أن تفقد إيران وحزب الله وروسيا حليفهما الأسد ،وتكسب قطر وتركيا والحليف الغربي الرهان ،مع صعوبة الوصول إلى معادلة مرضية للغرب الساعي إلى خلق نظام من الثوار يواليه ويكن له الجميل ،لكن يحافظ في الوقت نفسه على علاقات جوار حسنة مع الجارة المحتلة لجزء من أراضيه (إسرائيل).