الفريق بكري حسن صالح خيري، من أكثر الشخصيات قرباً من الرئيس وأبعدها عن الأضواء رغم الملفات الشائكة التي يمسك بها في رئاسة الجمهورية. فقلما يرصد الناس تصريحاً للجنرال الذي يسمه البعض بالغموض، في وقت يتحدث فيه كل من عملوا معه بصورة إيجابية، صعد بكري إلى واجهة الأحداث بقوة منذ اشتراكه في الترتيب لإنقلاب الإنقاذ وأدائه لأدوار مفصلية تضافرت في النهاية وأدت لنجاحه، ثم ظل قريباً من كابينة القيادة وعصياً على التهميش أو التجاوز في معادلة الحكم في البلاد من صبيحة الثلاثين من يونيو وحتى هذا الصباح. وحسب مقربين منه، يستطيع الفريق بكري إنجاز ما يوضع على طاولته من مهام في صمت ودونما ضجيج، مثلما حدث أثناء توليه لمهام جهاز الأمن ووزارت الداخلية والدفاع ورئاسة الجمهورية، حيث تنقل الفريق بكري بين تلك المهام الكبيرة بعد أن ترك بصمة واضحة في كل المواقع التي ذهب إليها، الأمر الذي أكسبه ثقة رئيس الجمهورية فصار أكثر قرباً منه حتى لا يكاد يفارقة إلا بالقدر الذي يمكنه من إنجاز بعض المهام الرئاسية ثم يعود بعدها ليمازح من هم حوله بصورة تعطي إنطباعاً خاطئاً بأنه مجرد ضابط عادي خدمته الظروف ليصبح الوزير الأول في البلاد. لكن الفريق بكري في الواقع ليس كذلك، وكيف لرجل غير إستثنائي يظل مثله في دائرة الحكم والنفوذ لما يزيد عن العقدين من الزمان دون أن يكلفه ذلك خسارة صديق، أو مبدأ، أو أن يجلب لنفسه خصومة - ظاهرة على الأقل - رغم حالة الإحتقان التي تعيشها البلاد؟!.