تصدر نبأ اختيار بكري حسن صالح نائباً للامين العام للحركة الاسلامية مع ثلاثة آخرين ، دهشة المراقبين في اوساط الخرطوم ، لجهة ان الرجل لا يعرف عنه اهتمامات تتجاوز مهنية الجيش، التي بلغ قمتها كفريق أول ، بالإضافة لعدم ورود اسمه في سجل زيارات المسئولين لمقر الوطني الكائن بشارع المطار ، وعدم حرصه على تأكيد ولاءه المطلق لغير الجيش، الذي تدرج معه في صفوف الانقاذ كأحد أفراد مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، ليشغل منصب المشرف السياسي لدارفور، ثم وزيراً للطيران ، في المفاصلة الشهيرة بين الاسلاميين ، لم يبذل بكري جهداً في تحديد موقفه، وربما كان للون(الكاكي) تأثيره فاتخذ جانب الرئيس دون لأي .. في العام 2001 تولى منصب وزير الدفاع قبل تقاعده ، ثم وزيراً لرئاسة الجمهورية ورئيس المجلس القومي لتنسيق نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج .. يعد بكري من أكثر الشخصيات قرباً من الرئيس وأبعدها عن الأضواء برغم الملفات المعقدة التي يمسك بها في رئاسة الجمهورية ، ويرجع البعض صعود بكري لواجهة الأحداث بقوة منذ اشتراكه في الترتيب لانقلاب الانقاذ وأدائه لأدوار مفصلية أسهمت فى نجاح التحرك اليونيوي .. وبحسب رأي الكثيرين ، يستطيع الرجل إنجاز ما يكلف به من مهام في صمت ودونما ضجيج ، مثلما حدث أثناء تولية الكثير من المهام في الجهاز التنفيذي .. بانجازات الرجل حاز بكري ثقة رئيس الجمهورية فصار أكثر قرباً منه حتى لا يكاد يفارقه إلا بالقدر الذي يمكنه من إنجاز بعض المهام الرئاسية ثم يعود بعدها ليمازح من هم حوله بصورة تعطي انطباعاً خاطئاً بأنه مجرد ضابط عادي خدمته الظروف ليصبح الوزير الأول في البلاد. معارضون للإسلاميين يرون ان اختيار بكري حسن صالح في المنصب التنظيمي الحساس يتسق مع توجهات القيادة العليا بالبلاد لعدم ترك الحبل على الغارب في سياق سيناريو التجديد والتغيير والإصلاح ، وتركه لمن يمكن معه توظيف طاقات الحركة الاسلامية للعصف باركان النظام حال تكرر سيناريو مفاصلة جديد ، ويذهب معظمهم الى أن الفترة الاخيرة ارتفعت حساسيات أجنحة النظام الحاكم بين المدنيين والعسكريين ، ما دفع الرئيس لتقديم اهل ثقته في مواقع الاضطراب ، خصوصاً تلك التي اكتنفت أوساط الاسلاميين بسؤال من يخلف البشير ؟!! وجود بكري في أروقة الامانة العامة وفي قمة جهازها يتيح من جانب آخر تسهيل عملية الربط بين الحركة والقيادة العليا كجسم تنسيقي وبين المؤتمر الوطني والدولة من جانب آخر ، ويعتقد البعض ان الطبيعة العسكرية في مؤسسات كالحركة الاسلامية يمكن لها تسهم في عمليات الشد التنظيمي ومنع التراخي الذي يصيب المدنيين والترهل الذي يقعد المؤسسات ، وأن الامر يتجاوز اطر الثقة التي تسعى دوائر عديدة لإقحامها في المشهد..