في عمليات صيف العبور إستعادت القوات المسلحة من الخوارج أربع عشرة مدينة ومنطقة عسكرية ودمرت لهم خمسة عشر معسكراً في جنوب كردفان في خمسة أشهر بدأت من التاسع من مارس 1992 وإلى الثالث عشر من يوليو من ذات العام، وبعدها تغيّرت الكفة في الميدان وخضع المتمردون للتفاوض. اليوم يَتَجَمّع المتمردون في منطقة جنوب كردفان وهي المنطقة التي يؤملون أن تقوم دولتهم منها ومنها تتجمع كل خيوط البغي من فلول وبقايا قطاع الشمال إلى أطماع دولة الجنوب التي تصر على أن تنال منافع العلاقة التي توفر لها الحياة عبر النفط، بينما تهلكنا بالحرب عبر قطاع الشمال المحتشد في جنوب كردفان والاستقطاب كله يخرج من هنا من حيث معسكرات التمرد هذه. تنتظر المعارضة السودانية العميلة نصراً من كاودا وينتصر متمردو دارفور أيضاً هذا النصر التي تنتظره دولة الجنوب وهو الذي تنتظر دول أخرى تضع أنفها في شأن السودان. وبسبب هذه الحشود ينوء المواطن السوداني بحمل ثقيل هو هذا الغلاء والعناء. وقطع شأفة من يعكسرون في كاودا ويتحركون مستهدفين مدن جنوب كردفان هو مفتاح الحل لكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية. المتغيرات الكبرى يمكن أن تتوفر من الخطوة الحاسمة تجاه هذه القوى الباغية. قطع بؤرة الانطلاق العسكري سيغيّر من مواقف حكومة الجنوب ويضع كافة المتمردين وحاملي السلاح في البلاد في أوضاع نفسية سيئة يمكن معها حسم قواهم بأقل جهد ممكن. هذا هو الطريق والمفتاح والجهود الجارية حالياً والمجاهدون الذين خاطبهم السيد نائب رئيس الجمهورية هم من يحل ما بنا من عنت ليس امبيكي ولا سلفا كير ولا اية وساطة. كم أهدرنا من وقت ونحن ندلل دولة الجنوب وننتظر ان يمنوا علينا بخطوة ينفذون بها ما تعاهدوا به معنا. خطوة نحو الحسم تعيدهم إلى الصواب وحتى من يقفون على دعمهم من الخارج ستتعدّل مواقفهم وإزالة اسم السودان من القائمة الأمريكية لم نصله بالحوار. والحسنى ولكن الحسم الميداني سيوصل لحسم في هذه أيضاً، إذ أنهم جميعاً يأملون أن يضعوا السودان في يد دولة الجنوب ويريدون أن نظل أسرى الحرب والقتال ولا يسهمون في حل الأزمة بالتفاوض وطول الإنتظار والأمل فيمن لا خير فيه سيتحول إلى مسكنة ودعة نطيل بها خرابنا وعسرنا. الخطوة المرجوة هي أن يتوجه الجميع للحشد ومؤازرة القوات المسلحة في حسم بؤرة كاودا. قبل صيف العبور احتل الخوارج تسع مدن في أربعة أشهر واستعادت القوات المسلحة أكثر منها في أربعة أشهر. هذه هي اللغة التي يفهمون وهي اللغة التي يحتاجون سماعها اليوم.