في المقال الأول مما سنكتبه عن الأزمة التي تعاني منها الصحافة السودانية، والذي نشرته صحيفة الرأي العام، أوردنا أن المجلس القومي للصحافة والمطبوعات في السودان قد كلف مركز (سموات) لدراسات الإعلام والرأي العام القيام بتقويم لأداء الصحافة السودانية في العام 2011. وكانت هذه هي المرة الثانية التي يطلب فيها المجلس القومي للصحافة السودانية من مركز سموات القيام بهذه المهمة إذ طلب منه ذات المجلس القيام بنفس المهمة في العام 2010. وبالفعل، أنجز مركز( سموات) لدراسات الإعلام والرأي العام المهمة التي أوكلت إليه، وأصدر تقريراً من نحو 180 صفحة (فولسكاب). وقد أوردت الصحف السودانية أخباراً عن هذا التقرير، وما توصل إليه من نتائج، وأجرت إحدى الصحف مقابلة مع الأستاذ علي شمو، رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات حوله. المنهج والنتائج أوضح التقرير في مقدمته المهمة التي كلفه بها المجلس، والمنهج الذي اتبعه لتقويم أداء الصحافة السودانية، والكوادر التي أسهمت في إنجازه . وكانت مواضيع الدراسة هي: + تقويم أداء الصحافة السودانية في العام 2011. +مواضيع الدراسة. + الأغراض والمنهجية. + المحيط العام الذي تعمل فيه الصحافة السودانية. + علاقة الصحف السودانية بالمجلس القومي للصحافة والمطبوعات. + إحصائيات عامة عن دور نشر الصحف السودانية. + معلومات عن دور التوزيع والطباعة والإعلان في السودان. + التحقق من انتشار الصحف السودانية. + الممارسات الصحفية. + توصيات ومقترحات. + أسهم في البحث، بجانب فريق المركز، صحافيون وكتاب ومسؤولون في إدارات الصحف وشخصيات عامة ومسؤولون ذوو علاقة بالشؤون الصحافية. وقد تناول التقرير، إلى جانب الأرقام الموثقة عن عدد النسخ التي تطبعها كل صحيفة كل يوم، وكم عدد النسخ المباعة، والمرتجعات، المشاكل والمعوقات التي تجابهها بصورة عامة. كما تحدث التقرير عن اللغة التي تكتب بها الصحف، وهي اللغة العربية التي بدأت بعض الصحف تطعمها باللغة العربية السودانية الدارجة. كما أشار التقرير إلى القوانين التي أصدرتها مختلف الحكومات في عهد الاستعمار وبعده لتحكم الأداء الصحفي وكان آخرها قانون الصحافة للعام 2009. وأشار التقرير إلى أن الصحافة السودانية نشأت وعاشت في عهدين. كان الأول إبان فترة الاستعمار البريطاني وامتد الثاني حتى الآن. وذكر التقرير أن عمر الصحافة السودانية لا يزيد عن قرن. وعاب التقرير على الصحافة السودانية أنها صحافة تتمركز في بالعاصمة الخرطوم ، موقعاً واهتماماً ، برغم أن ( 60% ) من سكان السودان يعيشون في الاقليم. وذكر التقرير أن الصحافة السودانية بكل قطاعاتها، الشاملة (السياسية)، والاجتماعية، والرياضية والفنية تعتمد، إلى حد كبير على مصادرها، ووكالات الأنباء الأجنبية، ومحرريها. وأبان التقرير أن الصحافة السودانية لا تعتمد كثيراً على المراسلين الخاصين بها، وأن تطورها لا يرقى إلى مستوى تطور الإخراج الصحافي الدولي برغم أن نتائج هذا التطور أصبحت متاحة، لمن يرغب، في عصر تطور الاتصالات الإلكترونية والصحافة المنشورة عبر الشبكة العنكبوتية. تقرير مهم .. ولكن نعترف بداية أننا لا نستطيع في هذا المجال المحدود كتابة كل ما نود من تعليق على تقرير تقويم الأداء الصحافي في العام 2011 ، والذي اعده مركز سماوات لدراسات الإعلام والرأي العام. وننصح كل من له اهتمام بما يجري في عالم الصحافة السودانية بالاطلاع عليه. وللمعلومية فإن هذا التقرير هو الثاني فيما يتعلق بالإصدارات ذات الاهتمام بالشأن الصحافي السوداني التي نشرت في الآونة الأخيرة، إذ سبقه، قبل مدة ليست طويلة، نشر ميثاق الشرف الصحافي الذي اصدره الاتحاد العام للصحافيين السودانيين. وإذا كان ذلك الميثاق قد اهتم بالشرف الصحافي القائم على الدفاع عن الوطن، واحترام حقوق الإنسان، المدنية والاقتصادية، الخاصة بالصحافيين وعامة الناس، ومبادئ السلوك السوي للصحافيين والذي ينأى بهم عن الإثارة ويلزمهم بالعفة والشرف، وعدم الإثارة، فإن التقارير الأخرى والتي سبقت هذا التقرير الأخير اهتمت، هي الأخرى، بالنواحي الإدارية ومن بينها التوزيع، والإعلان، ومستوى الطباعة والإخراج. ولم يتطرق التقرير الأخير، ولا تلك التي سبقته، إلا لماماً إلى المستوى المهني للصحافة والصحافيين السودانيين. ونعد القراء ، إن شاء الله، أن نتناول بالبحث هذا الجانب المهم في الصحافة والصحافيين السودانيين، في مقال.