فى الرابع من شهر رمضان الفائت أفادت أسرة الجيلانى مصطفى بأنه اختفى من السوق الشعبى بأمدرمان ولم يعد وبلغ أهل الشأن فايزعيسى عبدالسلام وهو تاجر أجهزة الكترونية اختفى من مكان عمله بالكلاكلة القبة يوم 24نوفمبر وشوهد آخر مرة وهو يستقل ركشه البروفيسور عمر هارون محاضر بارز بجامعة الخرطوم خرج هو الآخر من منزله بحي الصافية ظهر يوم الجمعه 17\9 لممارسة رياضة المشى على كوبرى شمبات ولم يعد. اما أحدث حالة اختفاء فقد كانت من نصيب ا.ى الطالبة بكلية الخرطوم التطبيقية وربما تكون هناك حالات أخرى كثيرة من الاختفاء لم نتمكن من رصدها فى وسائل الإعلام. والملاحظ ان تلك الحالات التى بلغ عنها أهالى المختفين كلها حدثت فى أماكن حضرية وبالتحديد فى ولاية الخرطوم –ليس فى مناطق النزاعات المسلحة حيث يجوز اعتبار الاختفاء ذا صلة بالعمليات القتالية. هل كان الاختفاء طوعا ام قسريا _وظاهرة عابرة تمر على بلادنا المنكوبة ؟ أم انها تتنامى وتتطور فى ظل الإحباط واليأس الذى يشعر بهما قطاع كبير من أهل هذا البلد ؟ الأسباب والظروف المحيطة باختفاء الجيلاني وفايزلم تعرف حتى الآن .على الأقل بالنسبة لوسائل الإعلام التى اعتبرتها مجرد اختفاء عادى الا أن حالتي البروفيسور هارون والطالبة (ا.ى) تثيران سيناريوهات عدة .وحسب الصحف المحلية كان اختفاؤهما من المرجح ان يكون طوعيا ولم يجبر أي منهما. وإذا عولنا على التقارير الصحفية فان البروفيسور ترك وصيته قبل اختفائه يوم جمعه، كتبها فى ورقة، قسم بموجبها تركته وتوجه بعد ذلك الى كوبرى شمبات لممارسة رياضة المشي. بناء على الوصية التى تركها البروفيسور كان البعض يميل الى ان سيناريو الانتحار هو الغالب اما الطالبة ا.ى حسب تقرير نشرته صحيفة الانتباهة يوم الاحد فإن زميلاتها الطالبات وأسرتها اكدوا انها متدينة ومثال فى حسن الاخلاق وليس ذلك وحسب فقد كانت لا تلبس سوى العباءات وانها تحب مدائح الرسول وكثيرا ما كانت تدندن بتلك المدائح وحسب تقرير الاستاذة هنادى عبد اللطيف فى الانتباهة فإن ثمة نشاطا تبشيريا فى الكلية ربما تكون أ.ى قد رضخت له وتقول الاستاذة ان فى الكلية أعدادا كبيرة من ناشطى التنصير ويرجح التقرير ان أ.ى تم اغراؤها بالسفر الى القاهرة بعد اخراج جواز سفر جديد بدلا عن القديم الذى تركته فى منزل الاسرة ولكن مايحير المراقبين :هل يمكن لأى انسان بهذا التدين وحسن الاخلاق ان يرضخ لاغراءات التنصير مهما كانت جاذبة