الطريقة التي تم بها تسجيل هيثم مصطفى للمريخ تحكي لوحدها عن وضع اللاعب في فترته المقبلة مع ناديه الجديد ، وفي تقديري أن هيثم وجد ضالته أخيراً في المكان الذي يستطيع أن يقول فيه بالصوت العالي (أنا هيثم .. أنا (سيد المريخ) ، وإذا كان في الهلال (سيد) أو أراد أن يكون سيداً ولم يستطع، سيكون في المريخ الكل في الكل، وكما ذكرت الطريقة التي انتقل بها تحدد ذلك. شخصية هيثم مصطفى مثل عصام الحاج تعيش في (ظل) النفوذ ، فالشيخ محمد خير لعب دوراً كبيراً في استمراره في الهلال (وحماه) في بعض الأزمات مثل الأزمة الشهيرة التي تفجّرت مع مجلس شيخ العرب والتي حلت في سابقة هي الاولى من نوعها في العمل الاداري داخل مسيد الشيخ محمد خير، واجتهد ذات الشيخ مرات عديدة مع المجلس الحالي لحل الازمة المستمرة وقتها ، ونجحت هذه المحاولات في بعضها وفشلت في معظمها لأنها اصطدمت بجهات مختلفة هذه المرة ممثلةً في مجلس الإدارة والمدرب ودائرة الكرة ترفض أن تتعامل مع اللاعب أبعد من وصفه كلاعب. ولم يتوقف عيش هيثم تحت (ظل) النفوذ عند هذا الحد بل تطور إلى ما هو أبعد وما لم يخطر على بال أحد ، عندما ظهرت مبادرة رئاسة الجمهورية لتضع لاعب كرة مع مجلس إدارة ناد في كفتين متساويتين وحدث ما حدث فيها ولم تحل الأزمة ، وقبل تدخل رئاسة الجمهورية وبعده ظل قائد الهلال السابق ولاعب المريخ الحالي يعتمد بصورة أساسية على نفوذ صلاح إدريس وسيطرته على بعض الروابط الموجهة لتنفيذ أجندته ، لينضم لاعب كرة قدم ربما في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ كرة القدم في العالم لمعارضة للإدارة التي يتواجد تحت مظلتها ، وحقق من انضمامه للمعارضة التي يقف وراءها صلاح إدريس كما ذكر بنفسه أكثر من مرة فوائد شخصية معروفة بتحويل مشكلة عادية للاعب منفلت إلى أزمة كروية أصبحت تقبل كل الاحتمالات، وظل حركته مع هذه المعارضة مبنية على أشواق تجمعه مع بقية أطرافها بحل المجلس الحالي أو إسقاطه تحت المسمى الساذج (عدم الشرعية). لذا كنا نلحظ قوة خطابه ولغة التحدي عندما يتداول الوسط الرياضي قرب إصدار حكم بحل المجلس، كما أنه ظل يلعب على كل الاحتمالات، فهو من جانب كان يتمنى أن يحقق انتصاره الذاتي على المجلس الحالي ودائرة الكرة بقيادة خالد بخيت ومساعده أبو شامة وعلى الجهاز الفني بقيادة المدرب غارزيتو ومساعده حمد كمال بذهابهم جميعاً وبقائه بأي أمر لا يفرق معه كثيراً، بأمر الجمهور ، بأمر السلطة السياسية المهم أن يبقى ويذهب أصحاب القرار الحقيقي وليس العاطفي . ولم يخف مشاعره هذه وقالها في كل مكان لي على المستوى الشخصي قالها ولعلي قاقرين وقدامى اللاعبين الذين التقوه قالها ولمعظم الوساطات التي التقته ، وأكده للملأ في الحوار الضجة من خلال تقييمه لرئيس المجلس والمدرب والدائرة الكروية. نعود لنظرية الاحتمالات التى ظل يلعب بها ويحقق أغراضه ، وللعلم فهو لم يسقط الانتقال للمريخ من حساباته في ظل هذه الصراعات وبعيداً عنها، وليس بعيدا عن الأذهان ما تم تداوله في الوسط الرياضي وأزمته مع ناديه وصلت قمة تعقيداتها عن الكيفية التي تم بها إكمال ثمن شقة من شققه العديدة والدور الذي لعبته شخصية مريخية نافذة في هذا الدعم وهو ما يتردد الآن على أنه جزء من حافز الانتقال الجديد الذي رددت الأخبار المريخية أنه لم يستلمه أو بمعنى أدق انتقل للمريخ بدون اتفاق على مبلغ مالي. وهذا يرجح وبقوة من جانب آخر أن اختياره لتوقيت حوار الزميلة (حبيب البلد) لم يكن انفعالا فقط لأنه علم بوجود اسمه على رأس قائمة المغادرين في تقرير المدرب الفرنسي غارزيتو، ولكن قصد بالحوار أيضاً إجبار المجلس على شطبه، وكان يعلم جيداً أنه لا يوجد أمام المجلس أي خيار سوى واحد من خيارين إما شطبه أو عدم شطبه وفي هذه الحالة يغادر المجلس والمدرب ، وكان في هذا الوقت يرتب أو يعيد إحياء أشواق رئيس نادي المريخ السابق في ضمه للفريق منذ سنوات وعلى لسان هيثم نفسه عندما كشف عن اتصالات معه من جمال الوالي بالانتقال وقتها لنادي عجمان الاماراتي (كوبري زي كوبري طمبل) والعودة بعد ستة أشهر للانضمام لنادي المريخ ، وذكر هيثم وقتها أنه رفض 200 مليون قدمها له الوالي وسعى هذه المرة لتحويل خيار المريخ إلى حقيقة بعمل في كل الجبهات مع الوالي شخصياً ونفوذ الشيخ محمد خير وتأثيره على الأمين العام لمجلس المريخ عصام الحاج مع أيادٍ أخرى لها علاقة السلطة السياسية. لذا عندما شطبه الهلال كانت وجهته التي خطط وسعى لها (المريخ) معروفة وجاهزة لاستقباله. وبحماية مطلقة إذا جاز التعبير، حماية لم يجدها في الهلال وتخيّلوا معي لاعبا (محميا) كيف سيكون وضعه في الفريق والنادي؟ أواصل