(حديدة) هذه تقع في المربع البترولي رقم (16) ذاع اسمها عبر وسائط الاعلام بمختلف انواعه بعد أن كانت قرية صغيرة وادعة كبقية قرى اهلنا في اصقاع هذا السودان الواسع .. بليلة هذه القرية التي احيطت باحتفالات ضخمة امها الناس الذين قدموا اليها من شتى انحاء البلاد بمن فيهم قيادات الولايات المتاخمة لشمال كردفان ذلك ان مناسبة الحفل (الخميس الماضي ) هي ابتداء ضخ البترول من بئر جديدة الذي شرفه الاخ رئيس الجمهورية مشاركا في الفرحة الى جانبه وزير النفط الشهم د. عوض الجاز مع مديري الشركات البترولية سودانية وصينية وأحاط بالجميع عمال وفنيو البترول يرددون هتافات التكبير والتهليل وجميعهم من شباب السودان الذين حذقوا العمل البترولي وسهروا من اجله الليالي الطوال ، وكما قال وزير البترول ان العمل في حقول النفط ليس فيه ليل ونهار ، وإنما يجري دون توقف ودون حدود زمن فاصلة ، هذا الحقل ينتج في بداية عمله مائة الف برميل نفط يوميا وهي الكميات التي يجري صبها في حقل بليلة من خلال انبوب توصيل جديد طوله مائة وخمسين كيلو مترا وقد بشر الجاز مثل الرئيس البشير بقرب افتتاح حقل بترولي آخر منتج بعد ايام قليلة سوف يجري استقبال نفطه بحفاوة وفرح مثل (حديدة ) لأنه سوف يعطي دفقا بتروليا زاخرا .. هناك اعمال تنقيبية تجري حثيثا في مربعات اخرى يكشف عن كل منها عند تفجر بترولها وجريانه في انابيب التصدير أو المعالجة .. وكما قيل ان السودان مقبل على انفراج حقيقي بدأت تلوح بشائره في الآفاق بدت اسباب حدوثه جلية للعيان على الارض .. لم يكن الدكتور الجاز متوهماً حين ذكر من قبل أن السودان سيصبح قريبا من كبريات الدول النفطية في العالم .. فهو العالم الذي لا يلقي القول على عواهنه وإنما عمدته المعرفة المؤكدة الخالية من التوهم ومجرد الاشواق .. من اجل ذلك قلنا لأهلنا إنه حان الوقت الذي نركن فيه القنوط بكل أشكاله ودرجاته .. فقد أعطت ارض السودان خيرا لأهله كثيرا هو ليس قاصرا على الذهب الاسود والذي تضخ آباره بمئات الالوف من براميل النفط وإنما ترافق هذا بالذهب الاصفر الذي بات يحقق مليارات الدولارات لخزينة البلاد .. وتلك الخزينة التي اشتكت الشح عندما أقفل الجنوبيون أنابيب البترول القادم من أرضهم ليشق طريقه الى سواحل البحر الاحمر يصدرونه وليتلقون عنه مليارات دولارية وظنوا انهم بهذا انما يعرضون أهل السودان لضائقات غير مسبوقة تجبرهم على الرضوخ لأي شروط وما عرفوا أن بركات السماء وخزائن الله هي التي لا تنفد .. وها هي ذي قد بدأ تدفقها لهؤلاء الصابرين الشوامخ.