شن عدد من أئمة مساجد الخرطوم في خطبة الجمعة أمس، هجوماً عنيفاً على الممارسات التي تتم خلال الاحتفالات برأس السنة الميلادية، وأجمعوا على أنها ممارسات لا تشبه الشباب المسلم وتبتعد عن تعاليم الدين وأخلاقه الحميدة. واستنكر عدد منهم استيراد العادات الغربية في مثل هذه المناسبات وتمثلها في الشوارع والمتنزهات والحدائق، ومضايقة المارة في الشوارع العامة، وحمّل بعضهم أولياء الأمور مسؤولية عدم ردع أبنائهم في مثل هذه التصرفات وإهمال مراقبتهم ومعرفة ما يقومون به ومن يصادقونهم، ودعوا لصحوة إسلامية تمحو مثل هذه المظاهر غير المحمودة. وانتقد د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي، خطيب مجمع النور الإسلامي، الأساليب التي يمارسها شباب اليوم في احتفالات أعياد الميلاد وحفلات التخريج وزفّات الأعراس، واعتبرها من الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية ومن العادات الغربية الدخيلة على المجتمع السوداني، ودعا أولياء الأمور والآباء الى ضرورة الحرص على مراقبة أبنائهم، خاصةً في هذه الأيام التي تمر عليها العديد من الاحتفالات، وأكد أنه يجب عليهم أن يصونوا أنفسهم من المظاهر السلوكية التي تخالف قيم الدين الإسلامي وتعاليمه. وفي سياق آخر، دَعَا د. عصام لضرورة إحياء فقه المراجعات الإسلامية من قبل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والدولة ومؤسساتها في الخطاب السياسي والأداء الاقتصادي والواقع الاجتماعي لتعزيز البناء الوطني. وقال د. عصام في خطبة الجمعة أمس، إن البلاد تقبل على مرحلة جديدة لبناء دستور يعبر عن أشواق الأمة وتطلعاتها، وأضاف بأن الساحة السياسية مازالت تشهد نوعاً من التجاذب والاستقطاب الحاد بين القوى الحية والفاعلة في المجتمع. وطَالَب بضرورة حسم الخلافات السياسية والاقتصادية في بعض المؤسسات الحكومية. وأكد أنه يجب ألا ينتظر من عدو أجنبي أو جهة خارجية أن تأتي لحل قضايا البلاد. واتهم د. عصام جهات وتيارات - لم يسمها - بأنها تحاول أن تنمي قضية العنف السياسي والديني. وطالب بسَن مبدأ التحاور في الشؤون السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية لسد الخلل في المجتمع. ونوه إلى أن البلاد في حاجة لأصحاب العزيمة والإرادة للنهوض بها إلى عالم التنمية والتقدم. وأوضح أنّ الاستقلال اليوم يضعنا أمام تحدٍ كبير في كيفية أن تقال الأمة من حالة عثرتها إلى النهضة. ووصف الاحتفال بالذكرى (57) للإستقلال بأنها دعوة للتصالح مع الذات والحوار الموضوعي الصريح للخلافات كافة. وفي السياق، نفى د. عصام وجود خلافات بين جماعة أنصار السنة المحمدية والطرق الصوفية في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، وأكد سعي القيادات الدينية لحل أيِّ خلاف. وأضاف، نحن قادرون على أن نجتاز كل عقبات التعصب الديني وإزالة الاحتقان والوصول إلى توافق وفكرة بنّاءة.