كشفت دراسة علمية سودانية وسط أكثر من (140) مبحوثاً من مرضى الأنيميا المنجلية، عن نجاح العلاج الجديد الذي يعتمد على استخدام بعض الأحماض الدهنية (الاوميغا 3) في تقليل حالات الإصابة بالآلام الحادة بنسبة (60%) والنقص في معدل الحاجة لنقل الدم بنسبة تجاوزت (70%)، ومنع الجلطات الدماغية، وتحسن معدل الغياب بين تلاميذ المدارس، فيما أقرّت وزارة الصحة بضعف الإحصائيات الدقيقة عن مرض الأنيميا المنجلية بما يقتضي تنفيذ مسح قومي لتحديد حجم المرض، وأكدت انتشاره في دارفور الكبرى وكردفان الكبرى والخرطوم والنيل الأزرق، إضافة لإصابات بالشمالية ونهر النيل والنيل الأبيض والجزيرة في (50) قبيلة. وقال د. أحمد دعاك رئيس الفريق البحثي في تصريحات عقب ورشة (حوار مُوجز لصياغة حزمة وطنية لمعالجة مرض الأنيميا المنجلية) أمس، إن فريقاً بحثياً نفذ دراسة استمرت لأربع سنوات خلصت إلى علاج المرض بواسطة استخدام بعض الأحماض الدهنية (الاوميغا 3) في تقليل معدل الإصابة بالآلام الحادة لنقل الدم، واعتبر ذلك فتحاً علمياً جديداً للمرضى بما يعد خطوة لإعداد مشروع متكامل لاستئصال المرض وتطوير القدرات الطبية اللازمة لتوفير حزمة علاجية متميزة ومعيارية لرفع المعاناة، خاصةً وانّ المرض يؤدي للوفاة المبكرة، وأبان أنه خضع للدراسة فعلياً أكثر من (140) مريضاً من جملة المسجلين (220) مريضاً، ومن خلالهم أثبت العلاج فاعليته، وأكد عدم تعرض المرضى جراء ذلك للجلطات الدماغية رغم قابلية المرضى للإصابة بها وسط الأعمار أقل من (15) عاماً بنسبة (20%). من جانبه، أقرّ د. عصام محمد عبد الله وكيل وزارة الصحة، بقلة المعلومات حول المرض مما يحتاج لتنفيذ مسح قومي لتحديد حجم المشكلة ومن ثم التخطيط لوضع المعالجات على أن يركز في المرحلة الأولى على الولايات الأكثر في معدلات الإصابة. واتفق المشاركون في الحوار، على ضرورة البدء بقيام عيادات متخصصة في الولايات الأكثر إصابة بدارفور الكبرى وكردفان الكبرى والنيل الأزرق ووضع وثيقة ورفعها بصورة عاجلة لمتخذي القرار لتوضيح حجم المشكلة، إضافة لوضع سياسة قومية وسن تشريعات وإيداعها المجلس الوطني لإجازتها وإنشاء مركز بالخرطوم مهمته التدريب والدراسات وتطوير التشخيص وإعادة النظر في البروتوكول العلاجي وإنشاء جمعية لاستقطاب الدعم لصالح المركز.