نهاية العام 2012م والذي ودعناه امس الأول شهد إنجازاً تاريخياً يشكل حلماً بعيد المنال منذ 42 عاماً، تحققت الآن تعلية سد الرصيرص هذه التعلية التي حولته من خزان الى سد يضاف الى سد مروي وفي الطريق سدان جديدان سيتيت وعطبرة وبذلك تكون الحكومة قد توصلت الى النقطة المهمة لانطلاقة التنمية الزراعية والصناعية بتوفير المياه والكهرباء ونستطيع ان نطلق على هذه الحكومة وهي تدخل العام 57 من استقلال السودان حكومة الكهرباء والمياه الوفيرة والذهب والبترول، واستطاعت ان تنجز ما كان مستحيلاً.. أحد الظرفاء قال لي الحكومة هزمت كل المعلومات واستطاعت ترحيل عشش فلاتة من الموقع الاستراتيجي وهو ما فشلت فيه كل الحكومات السابقة، لكن هناك شيء واحد غلب الحكومة، قلت له ما هو الشيء الذي غلب الحكومة؟، قال لي: تحقيق الوحدة الوطنية. قلت له: تحقيق الوحدة الوطنية يحتاج لقناعات الطرفين الحكومة والمعارضة والذي يمنع تمسك الطرفين بشروط خاصة ان شروط المعارضة أقوى من شروط الحكومة،. فالحكومة راغبة دخول أحزاب المعارضة الى الحكومة ومنحها جزءا من كيكة الحكم، لكن المعارضة ترفض الجزء وتريد الكل او الاغلبية من الكيكة حتى تجرد الحكومة من الأغلبية، وهذا أمر ترفضه الحكومة. سنوات الانقاذ الأولى كانت سنوات أشبه بسنوات الجمر لكن وسطها كان أشبه بالباسطة لكن انسلاخ الجنوب كاد ان يعيدنا لسنوات الجمر، خاصة اذا ظلت قوى المعارضة داعمة لحكومة الجنوب في أطماعها في الشمال خاصة ان قوى المعارضة تريد عودة قطاع الشمال لتحتمي به كما احتمت في الماضي بالحركة الشعبية قبل توقيع اتفاقية السلام بنيفاشا. بعد اكثر من عشرين عاماً على حكم الانقاذ يجب التفكير في تحقيق الاصطفاف الوطني او الوفاق الوطني او التراضي الوطني سمه كما شئت، هو الحل الوحيد لمشاكل السودان ولوقف الحرب على الحدود في جنوب كردفان والنيل الازرق الذي استطاعت القوات المسلحة ان تطهره من جيش الحركة الشعبية. كفى اهل السودان قتالاً وحروباً.. أليس في الجميع حكيم، يستمع اليه الجميع؟ ألم يتعب الجميع من الحرب وأهوالها، ألم يحن الوقت لإلقاء البندقية واستبدالها بالحوار والحوار الجاد الذي يوصل الجميع الى تحقيق ما يريدون؟. ألم يتذكروا حرب الجنوب والتي لم تستطع الحركة الشعبية تحقيق مطالبها بالبندقية واخيراً حققت اكثر مما تريد بالحوار، استطاعت ان تحقق السلام لشعبها وان تأخذ بترولها كله وأن تفصل اقليمها وتقيم دولة مستقلة ذات سيادة ، البندقية لم تكن نستطيع تحقيق ما حققه الحوار ولو بنسبة 1%. اذن الحوار هو الذي يحقق المطالب مهما كانت مطالب مستحيلة. يكفي مرور 56 عاماً على الخلافات السياسية والتي لولا الارادة السياسية التي تملكها الانقاذ لما تحقق الكثير من المشروعات . وكانت لنظام نميري ارادة سياسية كذلك حقق بها بعض المشروعات، واندهشت لصديقي عبد العزيز الحلو مواصلة قتال اهله في جنوب كردفان وكذلك مالك عقار مواصل قتال اهله بالنيل الازرق، كفى قتالاً وكفى موتاً، اتحدوا جميعاً من اجل المحافظة على استقلال السودان، ونأمل ان يأتي العام المقبل وقد توحدت كافة القوى السياسية من اجل المساهمة في بناء السودان والمحافظة على استقلاله ووحدة اراضيه. خاصة انه في الذكرى السابعة والخمسين على استقلال السودان شهدت تعلية سد الرصيرص الذي سيفتح أفاقا جديدة للتنمية في كافة مجالاتها. واحتراما لهذه المناسبة السعيدة مناسبة عيد الاستقلال ومناسبة التعلية يجب ان نتوحد جميعاً، والله الموفق وهو المستعان