أكد اللواء فضل الله برمة ناصر نائب رئيس حزب الأمة القومي أنهم في حزبهم حريصون على أن تكون العلاقة بين الشمال والجنوب سوية نسبة للروابط العرقية والمصالح التجارية، ولذا علينا حسبما قال أن نشد الجنوب علينا بدلاً من أن تشده دول أخرى في شرق إفريقيا، موضحاً ضرورة عمل توأمة بين الشمال والجنوب مراعاة لمصالح الدولتين بدلاً من المعاداة، وطالما فقدنا الوحدة لا ينبغي أن نفقد الاستقرار والسلام. وأضاف اللواء برمة ناصر فى حوار مطول اجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية أن الصادق المهدي قصد من حديثه في واشنطن مؤخرا ضرورة التغيير المنظم البعيد عن العنف والخراب مبيناً أن البلاد بالفعل في أزمة ولابد من أن نغيّر السياسات والآليات حتى ننقذ البلاد من مشاكلها بدون عنف أو مواجهات بين أبناء الوطن الواحد، نافياً أن يكون الأمام قد قصد من حديثه إسقاط الحكومة الحالية. ونفى اللواء برمة وجود أي تأثير لزعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبدالله الترابي عليهم في موقفهم الأخير برفضهم للمشاركة في الحكومة، وقال أن المؤتمر الشعبي لديه مرارات من الوطني ولذلك موقفه مختلف. وتطرق الحوار ايضا للدستور والعلاقة بين الشمال والجنوب بالإضافة للعديد من الملفات المهمة الاخرى .. فمعاً الى مضابط الحوار: استمرار الحوار مع الحكومة بدءا سألنا اللواء فضل الله برمة ناصر عن استمرارية الحوار حول القضايا الاخرى ومنها دارفور والدستور ؟ فأجاب قائلا :أريد أن انتهز هذه الفرصة واوضح موقف حزب الأمة القومى بشكل تام من قضية المشاركة حيث أننا طرحنا للأخوة في المؤتمر الوطني برنامج الأجندة الوطنية حتى نتمكن من إيجاد مخرج لوطننا من الأزمة التي يعانيها الآن حيث نعتقد بشكل جازم بأن السودان يمر بأخطر مرحلة من مراحل تاريخه السياسي ، وأن أزماته وصلت مرحلة من الصعوبة يتطلب التصدى لها جمع الصف الوطني، والوفاق بين كل أبنائه ولذلك تقدمنا بالأجندة الوطنية والتي هي تعني وبدون الخوض في تفاصيلها ، تعني أنه وفي البداية وبعد الانفصال أصبح الجنوب دولة وليدة وكذلك الشمال أصبح دولة وليدة تحتاج لدستور جديد لتنظيم شكل الدولة وحقوق مواطنيها وبالتالي أول عرض بالنسبة لنا في الأجندة الوطنية هو موضوع الدستور لأننا نريد دستور قومي يشترك في إعداده كل أبناء الوطن حتى نرسم معالم وحقوق الدولة الجديدة كما أن الدولة الجنوبية التي انفصلت نحن حريصون أن تكون هناك علاقة سوية بينها والشمال، حيث تربطنا بدولة الجنوب مصالح عديدة تاريخية وعرقية وتجارية وأن الجنوب بطبعه هو مشدود للشمال ولذا علينا أن نشده علينا بدلاً من أن تشده دول أخرى نحو شرق إفريقيا . لذلك طرحنا أن نعمل توأمة بين الشمال والجنوب حتى نراعي مصالح الدولتين بدلاً من المعاداة ، وبعد أن فقدنا الوحدة لا ينبغي أن نفقد الاستقرار والسلام بيننا والجنوب ، وكذلك طرحنا في الأجندة الوطنية الحل لقضية دارفور بالاستجابة لمطالب أهلها وطرحنا تصور لحل القضايا الثلاث وهي جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي وهي تمثل ما تبقى من مشاكل في اتفاقية السلام الشامل ، كما طرحنا موضوع الحريات بالنسبة للدولة الوليدة والتعافي والتصافي والتآخي إذ يجب أن تكون هناك حريات كاملة لكل المواطنين، وطرحنا كذلك موضوع المؤتمر الاقتصادي ومعيشة الناس لأن السودان يعانى اقتصادياً وأهله يعانون من ضائقة معيشية ويجب ان نجلس معاً لمعالجة هذه الامور، والآن نحن نعد لمؤتمر اقتصادي يوم 27 الجاري حتى نعالج قضايا السودان الاقتصادية ، ونادينا بضرورة تشكيل حكومة قومية من كل الاطياف والفعاليات حتى تنفذ هذا البرنامج . هذا كان طرحنا ولكن لم نوفق في الاتفاق عليه مع المؤتمر الوطني. ومن أكبر بنود الخلاف بيننا موضوع الحكومة القوميه حيث طرحوا هم الحكومة العريضة ، وكذلك الخلاف حول موضوع الدستور حيث طرحوا بعض التعديلات فيه ولكننا قلنا بضرورة تغييره تماماً ، وتقريباً لم نصل من خلال حوارنا الطويل إلى وفاق بالنسبة للمشاركة الوطنية ولذلك أغلقنا هذا الباب وأعلنا ذلك بصورة رسمية للرأي العام في أننا لم نتوصل إلى وفاق كامل بالنسبة للمشاركة وأخطرنا حلفاؤنا في قوى الإجماع الوطني بأننا لم نصل إلى حلول ورؤية مشتركة للمشاركة كما أخطرناهم من قبل بالحوار وقلنا لايوجد شئ تحت التربيزة بل كل شئ بعلم الجميع ووضح أننا نحاور حول نقاط وعندما لم نصل فيها لنقاط التقاء أعلنا ذلك للملأ وللشعب السوداني في أننا لم نصل لوفاق مع المؤتمر الوطني ولكننا اتفقنا على أننا سنشارك في القضايا الوطنية مثلاً قضايا الدستور والسلام بالجنوب ولكن ليس هناك حوار مع المؤتمر الوطني لأننا أغلقنا هذا الباب كما اسلفت. انتم متهمون بعدم الرغبة في المشاركة ؟ نحن في النهاية يجب ان نصل لرؤية مشتركة تكون فيها المشاركة بالندية وليس المشاركة بمنح الكراسي فقط وقلنا لن نشارك ، ولكن سنشارك في إيجاد حلول للوطن ولن نشارك إلا إذا حصل تغيير في سياسات ومؤسسات النظام لأن هدفنا الأساسي من المشاركة ليس الحصول على كم من الكراسي لأننا لا ننادي بحصص منها وإنما ننادي بمبادئ لأن البلد الآن وصلت لهذه المرحلة من التأزم بسبب السياسات والآليات التي كانت متبعة وإذا أردنا إيجاد مخارج للوطن من أزماته الحالية فلابد من تغيير السياسات التي أوصلت البلد لهذه المرحلة ولابد من تغيير الآليات التي أيضاً تسببت في هذه المرحلة ولذا حوارنا ليس من أجل المحاصصة بقدر ما نريد أن نصل لرؤية لإيجاد حلول لقضايا الوطن ولذا لابد من تغيير السياسات التي تسببت في ذلك وبدون تغيير فكأنك يا أبوزيد لا رحت ولا غزيت . أنتم متهمون بالرضوخ للترابي لا تأثير لحسن الترابى علينا، ونحن حزب لديه مقومات الحزب والقوة أكثر من شيخ حسن، ونملك قاعدة عريضة في السودان أكثر من أي حزب موجود ونحن حزب لدينا تاريخ وفكر وعطاء اكبر من الآخرين ، ونحن الذين أنشأنا تاريخ السودان الأول والاستقلال الثاني ونحن من وقف مع الشعب السوداني في كل أفراحه وأتراحه ونحن الذين لم نلوث أيادينا بقتل الناس أو بأموالهم والتاريخ معروف، ولذا الموضوع ليس مقارنة بيننا وشيخ حسن الترابي ولكل حزب فلسفته وما يجمعنا مع كل القوى السودانية هو الوطن ونحن نحاول قدر المستطاع إيجاد مخارج بالطريقة السلمية ولكل حزب وسيلته فهناك من يحاول أن يجد مخرج عبر وسائل العنف. ونحن لانخضع للمؤتمر الوطني ولا المؤتمر الشعبي ولا أي أحزب آخرى ورؤيتنا هي أننا نسعى مع الآخرين لتجميع الصف الوطني والإجماع الوطني حتى نجد مخرج لقضايا الوطن بالوسائل السلمية ولكن إذا تمنعت أي جهة فهذا لا يثنينا مطلقاً عن نضالنا لتحقيق تطلعات شعبنا. هل تخشون فقد رصيدكم السياسي بالمشاركة ؟ نحن طارحين رؤية وعرضناها للمعارضة بمعنى أننا عرضنا الأجندة الوطنية عليها قبل أن نحاورالوطني والمعارضة قبلت تلك الأجندة الوطنية حيث أكدنا لهم أننا إذا وصلنا لحلول سنعود لهم ونعمل مع بعض وإذا لم نصل لحلول أيضاً سنعود ولذا نحن حاورنا المؤتمر الوطني بعلم المعارضة وليس بعدم علمها ولو قبل الوطني تلك الأجندة الوطنية منا لكنا شاركنا جميعاً بقومية الحكومة لأننا لا نريدها حكومة لجهة محددة بل لكل الناس لأننا مشاركين مع هؤلاء الناس بالدستور القومي ونحن موافقين عليه وكذلك هم، وأيضاً نحن متفقون على التوأمة مع الجنوب وكلهم متفقون ونحن نحاور في موضوع الحريات وكلهم متفقون عليه ونحن محاورون ايضا في موضوع المؤتمر الاقتصادي وكلهم موافقون عليه ولذا كل القوى السياسية متفقة معنا فيما طرحناه من أجندة للمؤتمر الوطني. لكن مع ذلك أعلن الشعبي مبكراً عن مساعيه لإسقاط النظام ؟ كل الآخرين لهم مع المؤتمر الوطني نقاط خلاف ولكن ليس مثلما كان الخلاف بين المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي فهؤلاء أُناس كانوا مع بعض ولديهم مرارات وخلافات ولكن بالرغم من ذلك نعتقد أن كل حزب يريد أن يشارك في القضايا فنحن سنقبله ولم نرفضهم ولكن لا توجد مساحة لكي تفرض رأيك لأن خلافنا مع المؤتمر الوطني كان بسبب تغييب دور الآخرين ومصادرة حريات الناس وعدم الاعتراف بهم فلن نأتي لنمارس نفس الحكاية ونقوم بتقييم الناس بآرائهم و لذا عزل الآخرين وعدم قبول الآخر هذا ما نرفضه ولذا لابد من أن نقبل بالرأي الآخر وهذه هي ممارسة الديمقراطية الحقة. ماذا قصد الصادق بتغيير النظام وليس اسقاطه؟ الوضع الحالي والسياسات التى تتبعها الإنقاذ والآليات التي تنفذ بها تلك السياسات هي التي أوصلت السودان لهذا الحال الذى لايسُر، والسيد الصادق المهدي يقصد التغيير المنظم لأن هناك تغيير يتم بالعنف والخراب فهذا نسأل الله ألا نجبر عليه، ولكن لابد من التغيير المنظم المتفق عليه من أبناء الوطن، بأن نصل كُلنا لقناعة بأن بلادنا في خطر وأزمة، ولا يوجد شخص إلا المنافق من يقول ان السودان ليس في أزمة ، فبلادنا في أزمة ونريد أن نغيير السياسات والآليات بطريقة منظمة حتى ننقذ السفينة الغارقة بدون عنف أو مواجهات بين أبناء الوطن. هل ذلك على أساس أن إسقاط النظام لا يحل القضايا العالقة؟ نعم ، وعلى أساس أنه لا يوجد عزل لإنسان بل كل أبناء الوطن مع بعض ونصل لقناعة أننا في أزمة ونحتاج لمخرج نجلس معاً (لنهندسه) بدون عنف وبطريقة سلمية منظمة متفق عليها وهذا ما يجعلنا نخطو بسرعة حتى لا نخلق المرارات لأن التغيير بفوهة البندقية وبالقوة يولد شرعية البندقية وهذا ما لا نرغب فيه بل نريد شرعية الشعب والمصالحة والوفاق والتسامح والتراضي ولكن أي شرعية فيها عنف ستخلق نوع من المرارات وبالتالي نريد تغيير متفق عليه نستطيع من خلاله أن ننقل بلادنا من أزمتها لبر السلام ونحمل هذه الشيلة مع بعض مثل الحجر الأسود تحمله كل القبائل بأنه كفى عن قتال ومرارات ويجب أن نتحمل معاً مسؤوليتنا الوطنية من واقع ان الوطن للجميع. إذن تقرون بفشل البندقية في الوصول للأهداف السياسية؟ نعم نقر بفشل البندقية لأنها تأتي بشرعية البندقية نفسها فالنظام الحالي جاء واستولى على السلطة بالبندقية ونحن لا نريد أن نكرر هذا المسلسل وعمل انقلاب عسكري ، ولكن الأخوان الذين حملوا البندقية حملوها بسبب المطالب ، وإذا استجاب المؤتمر الوطني لمطالبهم فلن يكون هناك داعي للبندقية، ولذا على النظام أن يستجيب لمطالب الذين حملوا السلاح ، ولذا العملية عملية مشتركة فحامل السلاح لديه مطالب ونحن أيضاً لدينا مطالب فهل يمكن أن نجلس معاً لنحقق مطالبنا معاً بدون استعمال بندقية أو سلاح؟ فهذه هي المشكلة إذ أننا لا نريد أن نخرج السودان من نظام استولى بالقوة على السطلة، فلن نأتي عبر شرعية البندقية ولذا نريد شرعية الشعب والحوار وبالتالي لابد من الاستجابة لمطالب الذين يحملون السلاح لأنهم لم يحملوه اعتباطاً بل لأن الوصول لمطالبهم وصل لطريق مسدود مع الحكومة ولذا حملوا السلاح ولو وجدوا الاستجابة الوطنية فسيضعوا السلاح وذلك عبر الحوار فلا نريد أن نكرر مرة أخرى شرعية البندقية. ماهو موقفكم من تحالف كاودا ؟ نحن مع الاستجابة لمطالب الناس ولدينا تجربة كسودانيين إذ أننا ظللنا نقاتل لخمسين سنة في الجنوب لا هزمنا أخوانا في الجنوب ولا هم هزمونا ولذا فتجربة القتال والحرب لا تحل القضايا، وقد جربناها في أطول حرب اهلية في إفريقيا بين شمال السودان وجنوبه ، وعندما أردنا تحقيق السلام رجعنا لنيفاشا وفقدنا جزء غالي من وطننا لأجل السلام فلماذا نكرر الأخطاء مرة أخرى ذلك أن الحرب لا تحل القضايا ولكنها تظهرها وتضعها على التربيزة على أساس أن هناك أُناس لديهم مظالم وأنه لابد من الجلوس حول طاولة المفاوضات والوصول لحلول ولذا نحن لسنا ضد مطالب الناس الذين رفعوا البندقية ولكن حتى نصل للحل دعونا نجلس لنتفاوض في الحلول لأن التجربة أثبتت أن البندقية لا تحل القضايا حيث قاتلنا خمسين سنة بدون أن ينتصر جانب على جانب بل دمرنا بلدنا والسودان بلد غني والفقر والمعاناة الحالية هي نتيجة للحروب والأموال التي نصرفها فيها يفترض صرفها في التنمية وينبغي ألا نقول للشخص الذي حمل البندقية أنت بلا قضية فهذا غير صحيح ولذا هناك قضايا لا تحل بالحروب بل بالحوار والتفاوض وأكثر دولة لديها تجربة في ذلك هى السودان. تحالفكم السابق مع الحركة الشعبيه لم يمنع توتر العلاقات ؟ نعم الحركة الشعبية كانت من أكبر حلفائنا وكان لدينا تاريخ مشترك طويل جدا معها ولدينا اتفاقية وتجربة التجمع الوطني ونحن من قدم الحركة للعالم العربي وخلافنا الوحيد معها أننا كنا منطلقين في أن قضايا السودان يجب ان تحل بطريق قومي وان الثنائية لن تحل القضايا وأنه ومنذ البداية مشكلة الجنوب هي ليست المشكلة الوحيدة حيث كان السودان يعاني من عدة مشاكل في غرب السودان والجنوب والشرق والوسط ولذا كان الحل الشامل والقومي هو الأمثل لكل هذه القضايا وليست حلول بطريقة ثنائية ولسوء الحظ أخذ الناس فقط الشكل وسمو الاتفاقية اتفاقية السلام الشامل ولكن حقيقتها وجوهرها لم تكن شاملة بل هي اتفاقية ثنائية بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية وفي الوقت الذي وقعت فيه نيفاشا كانت حرب دارفور قد بدأت ولو كانت الاتفاقية شاملة لحلت كل قضايا الوطن ، ولذا طرحنا الحل لكل مشاكل السودان ووصلنا لرؤية حول كيف يحكم السودان؟ وليس من يحكمه وأخواننا هؤلاء عملوا اتفاق ثنائي وهو الاتفاق الذى تم بين الحركة والمؤتمر الوطني وليس بين الشمال والجنوب. لذلك تمخض عنه سلام أعرج ، والآن الحرب لم تتوقف لأن السلام لم يكتمل بل اشتعلت الحرب في الشرق ودارفور ومشاكل في أبيي وجنوب كردفان والنيل الازرق ، ورغم أننا رحبنا بنيفاشا ولكن قلنا ان بها عشرين نقطة مفروض أن تراعى ونبهنا الناس لها ولأن السبب الأساسي فيها كان الثنائية حيث عزل الاتفاق بقية القوى السياسية وقضية دارفور والشرق ، والآن نحن أكبر الخاسرين لأننا فقدنا وحدتنا والسلام نتيجة للاتفقايات الثنائية. ولكن هناك أجندة أجنبية تسببت في فصل الجنوب الأجندة الأجنبية والمصالح الإسرائيلية جاءت لأننا فتحنا الباب لها ولم نتوحد ونتفق وإذا حدث ذلك لكنا أغلقنا الباب أمام التدخلات، والثنائية هي سبب هذه التدخلات، والحل الشامل لازال يكمن في اتفاق كل أبناء الوطن.