في حشد وصفته وسائل الاعلام الفلسطينية بانه لم يشهد له قطاع غزة في تاريخه الطويل مثيلاً، احتفلت حركة «فتح» بالذكرى ال 48 لانطلاقتها وانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، الاحتفال الذى اعتبره مراقبون بارقة امل فى اعادة اللحمة الوطنية وتجسير الهوة السياسية بين حركتى فتح وحماس،اللتان تستعدان الى جولة من المفاوضات الثنائية فى القاهرة خلال يناير الجارى واعتبره آخرون – اى الاحتفال الفتحاوى - استفتاءا على شعبية فتح فى القطاع الذى تسطير عليه حركة حماس منذ السنوات الخمس الماضية عقب الانقسام الفلسطينى الشهير، حمل الاحتفال التاريخى لحركة فتح فى معقل حركة الحماس رسائل عدة داخلية وخارجية فاما الداخلية ان الشعب الفلسطينى الذى احتشد فى الاحتفال وهو يمثل الفصائل كافة يرفض الانقسام وتداعياته ونتائجه الخطرة على الوحدة الوطنية والنضال الفلسطينى ضد المحتل الاسرائيلى اما الرسائل الخارجية فعنوانها الى اسرائيل ومضمونها بأن الشعب الفلسطيني في غزة قادر على النزول إلى الشوارع في أي وقت، ومصمم على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، ويمكن أن تندلع انتفاضة ثالثة في أي لحظة ما لم يتوقف الاستيطان والاحتلال. فيما وجه المهرجان رسالة إلى الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي مفادها بأن الشعب الفلسطيني يتوق إلى الحرية والعدل السلام ولا يزال يتمتع بحيويته المعهودة وفى الرسائل المتبادلة بين فتح وحماس خلال الاحتفالات بذكرى التاسيس وبعد حضور خالد مشعل لاحتفال حماس فى غزة واطلاق رسائل باتجاه رام الله من اجل اعادة الوحدة الوطنية عبرت كلمة الرئيس ابومازن التى وجهها للمشاركين فى مهرجان غزة عن ذات المضامنين عندما تعهد بأن «نلتقي بكم في غزة الأبية في القريب العاجل». وأضاف: «إننا بعون الله، وبتصميم شعبنا وبدعم الأصدقاء والأشقاء والعالم الحر، سنحقق أهدافنا، وسنحتفل بذكرى قادمة لثورة انطلقت حتى تحقيق النصر، فالنصر قادم قادم قادم». وزاد: «نولي جل اهتمامنا لإنهاء الحصار عن غزة لتكون حرة طليقة موصولة بباقي أجزاء الوطن».وقال: «يلتقي جمعكم الحاشد هذا، في ذكرى ثورتكم التي انطلقت في أصعب الظروف، فقد كان حالنا يوم انطلاقتنا أصعب مما هو عليه اليوم، فلم يكن العالم يعترف بوجود شعبنا خارج وضعية اللجوء والبؤس، ولم تكن لنا كيانية ولا دولة على الخريطة السياسية للعالم الذي صنفنا كقضية لاجئين بحاجة إلى الإحسان فقط، لكن طليعة من هذا الشعب الأبي قررت تغيير مجرى التاريخ، فكانت ثورتكم المعاصرة التي نقلت قضية شعبكم، بالتضحيات والعزيمة والإيمان، إلى وضعية دولة لها علمها الذي يرتفع جنباً إلى جنب، مع أعلام بقية دول العالم في الأممالمتحدة» حركة حماس التى نظمت المهرجان وحافظت على الامن والنظام رغم تدافع الملايين حيث قال رئيس حكومة «حماس» فى غزة إسماعيل هنية إنه «تلقى اتصالاً من قادة فتح تشكره على الجهود والروح التي أبدتها الحكومة وحركة حماس لتسهيل الاحتفال. وقدرت «فتح» بنحو مليون فلسطيني، أي ما يعادل ثلثي سكان القطاع البالغ عددهم نحو 1.7 مليون مواطن، عدد المشاركين في مهرجان «الدولة والانتصار» احتفاء بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي رفع مكانة فلسطين إلى صفة دولة بصفة مراقب. ورفع المشاركون في المهرجان رايات «فتح» الصفراء، ورددوا هتافات مؤيدة للرئيس محمود عباس. كما رفعوا صوراً للرئيس الشهيد ياسر عرفات والقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان وشدد على أن «شعبنا الفلسطيني بأسره، يعيش تحت الاحتلال وفي الحصار، فيما عيوننا شاخصة وقلوبنا تتجه إلى القدس التي تتعرض لأعتى عملية استيطان، يسابق فيها المحتلون الزمن، ويظنونها سانحة، وواجبنا جميعاً في هذه المناسبة، فلسطينيين وعرباً ومسلمين ومعنا أحرار العالم، أن نوحد جهودنا وقلوبنا وعزائمنا لإنقاذ القدس، عاصمتنا الخالدة، وذلك من خلال توفير سُبل الصمود ومقوماته، ومساندة أبناء المدينة الأبرار، مسلمين ومسيحيين» وقال سامي أبوزهرى، المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية، «حماس»، إن السلاسة التي جرى بها الاحتفال بالذكرى السنوية لتأسيس حركة فتح في غزة «خطوة حقيقية» باتجاه تحقيق الوحدة الفلسطينية.وأوضح «أبوزهرى» أن حكومة «حماس» تعاطت مع مهرجان حركة «فتح» على أنه مهرجان للوحدة الوطنية الفلسطينية لذا توفرت كل الإمكانات والتسهيلات لضمان نجاح الاحتفال بهذه المناسبة الوطنية، مضيفاً: «نعتبر أن هذا النجاح هو إنجاز لحركة حماس مثلما هو إنجاز لحركة فتح، ونعتبر أن هذه الأجواء الإيجابية هي خطوة على طريق استعادة الوحدة الوطنية