اختار الرئيس أوباما وزيرا جمهوريا فى تشكيلته الديمقراطية الجديدة فى البيت الأبيض، ولكن الجمهوري تشاك هاغل المرشح لتولي حقيبة وزارة الدفاع جمهوري يغرد خارج سربه, حيث يوصف عند الكثير من الجمهوريين بأنه صديق لإيران وعدو لإسرائيل، وهذا الجدل حول هاغل ربما جعل تمرير ترشيحه من قبل الكونغرس الامريكى من اكبر التحديات أمام أوباما بعد تمرير قرار خفض الضرائب وتفادي الهاوية المالية الاسبوع المنصرم، ومعلوم ان الكونغرس يسيطر عليه الجمهوريون ويحتاج أوباما أصواتهم بشدة لاعتماد مرشحه الذى هو فى الاصل جمهوري، ومثير للجدل كونه رافضاً للعقوبات ضد البلدان الأخرى وكثير الانتقاد لوزارة الدفاع الامريكية التى وصفها فى العام 2011 بالمترهلة. وكما هو متوقع فقد أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، رسمياً ليل الاثنين الثلاثاء، تسمية السيناتور الجمهوري السابق، تشاك هاغل، لتولي منصب وزير الدفاع، وقال الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي بالبيت الابيض، إن السيناتور السابق هاغل، مرشحه لخلافة وزير الدفاع الحالي، ليون بانيتا، سوف يكون «بطلاً» لأعضاء الجيش الأمريكي، وأضاف أن تعيينه على قيادة «البنتاغون» يُعد «دليلاً على أننا لسنا ديمقراطيين أو جمهوريين، وإنما نحن أمريكيون. وفى مواجهة الحملة الاسرائيلية ضده منذ اعلان اسمه كمرشح قوى لوزارة الدفاع سارع هاغل لاعلان «دعمه الكامل» لإسرائيل، بعد تعرضه لانتقادات أعضاء جمهوريين في الكونغرس، بسبب مواقف له من قضايا الشرق الأوسط،وقال هاغل لصحيفة محلية في نبراسكا «ليس هناك أي دليل على أنني مناهض لإسرائيل» وفي المقابلة مع الصحيفة، أكد هاغل أنه لم يصوت مع بعض القرارات التي تدعمها منظمات مؤيدة لإسرائيل، لأنها كانت ستأتي «بنتائج معاكسة».وتساءل «كيف كان سيساعد هذا الأمر في تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط؟ ما يصب في مصلحة إسرائيل هو أن تتم مساعدة إسرائيل والفلسطينيين في إيجاد طريقة سلمية للعيش معا. لم تكن تهمة عداء اسرائيل هى الوحيدة التى يواجهها هاغل الطامح الى مصادقة الكونغرس على ترشيحه, بل راجت فى وسائل الاعلام الامريكية وفى اوساط الجمهوريين الساخطين على هاغل تهمة صداقة ايران بحجة أنه رفض في الماضي فرض عقوبات اقتصادية على إيران التي تتهمها الدول الغربية بالسعي لحيازة سلاح نووي. وردا على ذلك، أوضح هاغل لذات الصحيفة المحلية فى نبراسكا أنه اعترض على عقوبات تتبناها الولاياتالمتحدة دون سواها، مشددا على تأييده لعقوبات تصدر من الأممالمتحدة بحق ايران. الرئيس اوباما نفسه سارع الى الرد ضمنيا على الحملة ضد هاغل عندما قال فى مؤتمره الصحفى بالبيت الابيض لإعلان الترشيح رسميا :إن هاغل «يفهم أن أميركا تكون في وضعها الأقوى عندما تقف مع الحلفاء والأصدقاء وكان نبأ قرب ترشيح هاغل لمنصب وزير الدفاع الأميركي قد اثار مخاوف بعض الأطراف السياسية في إسرائيل، وذلك بسبب دفاعه عن التفاوض المباشر مع حركة حماس التي تصنفها كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل كحركة إرهابية. هذه المخاوف لم تقف فقط عند حد الإسرائيليين، بل أن بعض الساسة الأميركيين المعروفين بدعمهم للدولة العبرية انتقدوا هاغل للسبب ذاته.فقد قال السناتور الجمهوري ليندسي غراهام أمس الأحد في تصريح لشبكة «سي إن إن» إن هاغل سيكون وزير الدفاع «الأكثر عدائية لإسرائيل في تاريخ الأمة الأميركية» بدوره قال بريت هيوم، وهو محلل سياسي في شبكة «فوكس نيوز»، إن اختيار هاغل «غريب جدا»، معتبرا أن السناتور السابق «ليس لديه سجل مميز جدا» كي يتم اختياره لهذا المنصب الحساس.وفي إسرائيل، قالت صحيفة «يديعوت أحرنوت» إن بعض السياسيين الإسرائيليين يشعرون أن تعيين هاغل كوزير للدفاع «قد يضر بالعلاقات الحميمة بين واشنطن وتل أبيب، لكنه لن يمس التعاون الأمني بينهما».وقد نظمت هيئات وجماعات ضغط موالية لإسرائيل في الولاياتالمتحدة حملة ضد تعيين تشاك هاغل، لأنه «رفض التوقيع على رسالة دعم لإسرائيل خلال قيامها بشن عملية عسكرية ضد قطاع غزة في العام 2008». وبعيدا عن هذا الجدل حول اسرائيل وإيران يرى مراقبون ان اختيار اوباما لهاغل كان ذكيا, لأن هاغل هو الشخص المناسب لأفكار اوباما غير الراغب فى الدخول فى حروب جديدة, وهاغل نفسه الذى خاض حرب فيتنام متطوعا العام 1955 مقاتلا شجاعا توج بأرفع وسامين عسكريين فى الولاياتالمتحدة من طراز( القلب الأرجواني) ,غير راغب فى خوض حروب أخرى، حيث عبر عن ذلك من خلال كتاب عن قصة حياته عنوانه «تشاك هاغل: المضي قدما» عندما قال فيه (إذا تمكنت من الخروج سالما من حرب فيتنام، فسأبذل جهدي من أجل منع الحروب)، وأوضح هاغل في كتابه أن تجربة الحرب في فيتنام, جعلته يدرك أنه «لا مجد في الحروب بل فيها المعاناة فقط»، وهذه القناعة دفعته الى انتقاد قرار الرئيس بوش الأب لخوض الحرب ضد العراق رغم انه صوت لصالح القرار عندما كان عضوا فى الكونغرس الامريكى حينها. المراقبون يعتقدون أن هاغل سينال موافقة الكونغرس, فالتقليد يقضي أن يصادق الكونغرس على اعضائه في حال تسميتهم لمناصب وزارية، ولا وجود لدليل يشير الى معارضة الديمقراطيين لهاغل. ومع هذه الاصوات المعارضة لهاغل ثلاثة فقط من اعضاء الكونغرس اعلنوا انهم لن يصوتوا له.