تصب معظم الترشيحات في مصلحة السيناتور الجمهوري شك هاغل ليخلف ليون بانيتا في تولي حقيبة وزارة دفاع أقوى قوة عالمية. ورغم أن انتماءه الجمهوري وتاريخه العسكري بفيتنام قد يسهل إقرار تعيينه من رفاقه السابقين بمجلس الشيوخ، ذهب بعض الكتاب الداعمين لإسرائيل إلى طرح سؤال مفاده “هل لا يزال التأييد الطبيعي لكل ما هو إسرائيلي شرطا مسبقا لكل قرار سياسي يتخذ في أميركا؟”. هذا الهجوم الإسرائيلي الاستباقي على هاغل مرده أن سيناتور نبراسكا السابق (66 عاما) يمتلك “سجلا حافلا” بعدم الانصياع أو الخوف من اللوبي الإسرائيلي في أميركا أو حتى الجري وراء رضا تل أبيب. فهو شكك في الماضي بوطنية الجماعة اليهودية الأميركية. واتهم أعضاءها بولاء مزدوج، وأضاف أن “جماعة الضغط اليهودية تخيف الكثير من الناس… وأنا سيناتور أميركي لا إسرائيلي”. هذا ليس كل شيء، فهاغل -الذي حقق سابقة تاريخية باحتفاظه عام 2002 بمقعده النيابي بنسبة تأييد بلغت 83% والحاصل على أوسمة الشجاعة والبطولة في حرب فيتنام- كان أحد السيناتورات الأربعة الذين رفضوا التوقيع على رسالة تأييد مجلس الشيوخ لإسرائيل في الانتفاضة الثانية. وفي حرب لبنان الثانية حمل هاغل إسرائيل وحزب الله على نحو متساو المسؤولية عن الحرب، ورفض بعد ذلك تأييد جهود إقناع الأوروبيين بالقطيعة مع حزب الله باعتباره منظمة “إرهابية”. وعارض هاغل -الذي يعمل حاليا محاضرا في جامعة جورج تاون بعد 12 عاما من العمل التشريعي- مرارا فرض عقوبات على إيران أو عملية عسكرية ضدها، وقال إن إيران الذرية أمر لا يمكن منعه، كما رفض -حسب الصحافة الإسرائيلية- تأييد إدراج الحرس الثوري الإيراني إلى قائمة “الإرهاب”. وفي العام 2001 كان هاغل -الذي يحمل في صدره شظايا رصاصات أصيب بها في فيتنام- أحد سيناتوريْن صوتا ضد العقوبات التي فرضت على إيران وليبيا، مبررا ذلك بأنها ستعمق القطيعة مع طهران. وذكر المتحدث باسم اللجنة اليهودية الأميركية أن هاغل في 1999 كان السيناتور الوحيد الذي رفض أن يوقع على رسالة حذرت رئيس روسيا الأسبق بوريس يلتسين من أنه إذا لم يتخذ خطوات تقضي على “معاداة السامية” الطاغية في بلاده آنذاك فإن واشنطن لن تؤيده. في المقابل ينفي هاغل ومؤيدوه هذه الاتهامات، مذكرين المنتقدين بأنه صوت في مناسبات مختلفة على منح إسرائيل مساعدات بمليارات الدولارات، كما كان أحد الذين شاركوا في وضع تشريع يحث المجتمع الدولي على تجنب التعاطي مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى تعترف بإسرائيل. وفي 2009 حث أوباما على بدء محادثات مباشرة مع “حماس”، وفي أول هذا الشهر نشر “المجلس الأطلسي” الذي يرئسه عنوانا على الصفحة الأولى هو “سياسة الفصل العنصري لإسرائيل”. وفي 2008 شارك مع المرشح لمنصب وزير الخارجية السيناتور جون كيري -الذي يتشارك معه في الخصال نفسها كالحصول على أوسمة بالجيش والاهتمام بالقضايا العسكرية- في كتابة مقالة نشرت في صحيفة “وول ستريت جورنال” كان عنوانها “حان الوقت لمحادثة سوريا”. ورغم تأييده لقراري الحرب على أفغانستان والعراق في الكونغرس فإنه عاد وشن هجوما شرسا على إدارة الرئيس السابق جورج بوش بسبب غزو العراق، معتبرا أن واشنطن فشلت في إنجاز ما أرادته ببلاد الرافدين وبالغت في قدراتها على تغيير المجتمع العراقي. وأكد تشاك هاغل أمس الاثنين “دعمه الكامل” لإسرائيل. وقال هاغل -العضو الجمهوري السابق في مجلس الشيوخ- لصحيفة محلية في نبراسكا “ليس هناك أي دليل على أنني مناهض لإسرائيل”. وفي المقابلة مع الصحيفة، أكد هاغل أنه لم يصوت مع بعض القرارات التي تدعمها منظمات مؤيدة لإسرائيل، لأنها كانت ستأتي “بنتائج معاكسة”. وتساءل “كيف كان سيساعد هذا الأمر في تقدم عملية السلام في الشرق الأوسط؟ ما يصب في مصلحة إسرائيل هو أن تتم مساعدة إسرائيل والفلسطينيين في إيجاد طريقة سلمية للعيش معا”. وقال أوباما -في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض- إن هاغل “يفهم أن أميركا تكون في وضعها الأقوى عندما تقف مع الحلفاء والأصدقاء”، فى اشارة لإسرائيل.