العالم مشغول بتطوير اللعبة ، وترسيخ الأهداف والمباديء والقيم ، ونحن مشغولون بالسفاسف والتفاهات ، العالم مشغول بالكورة ، الدوريات المحلية ، البطولات القارية ، البطولات الدولية ، اللاعبين ، المستويات الانتقالات ، النجوم ، أخبارهم ، المدربين تميزهم، إخفاقاتهم ، التحكيم مشاكله، نجاحاته ، طرق اللعب ، الخطط التكتيك، التكنيك ، لاعب المهام ، اللاعب الذي يصنع الفارق ، المتعة السلاسة ، التقفيل والانضباط الصارم داخل الملعب. ده العالم وديل نحن ، مشغولون بالعاطفة البليدة والتفاصيل المملة ، نحب في الكورة لدرجة القداسة ، ونكره لدرجة التدمير ، مع إنها كورة لعبة مجرد للترفيه والترويح والمتعة ، المنتصر فيها يواسي المهزوم ، والمهزوم فيها يواسي المنتصر ، دي الكورة ودي أخلاقها ، يعني ما معركة بين جيشين ، في زول سمع قبل كده عن جيش انتصر على جيش مشي طيب خاطرو ؟ في زول سمع قبل كده عن جيش مهزوم في المعركة مشي بارك وقدم التهنئة للجيش المنتصر؟ مافي ، ولأنو مافي سموها حرب ، والحرب كما نعلم قذرة لا تخضع لأحكام أو قوانين ، وعشان كده الكورة ما حرب وعمرها ما ح تكون حرب ، لأنها ببساطة بتبدأ بالسلام وتنتهي بالسلام. عايزين نتكلم كورة زي ما العالم بتكلم كورة ، وعشان نتكلم كورة ، لازم نتجاوز التفاهات المسماة قضايا وأزمات المسيطرة على الوسط الرياضي ، ومفروضة علينا فرض لأنه الصورة عندنا مقلوبة ، وليه مقلوبة؟ لأنو الكورة عندنا بلعبوها الاداريون ما اللاعبون، والعايز يعرف إنو كورتنا بلعبوها الاداريون يقرأ الجرائد كل يوم ويتابع فضائياتنا وبرامجها الرياضية كل أسبوع ، ح يعرف إنو الكورة عندنا بلعبوها الاداريون ، المانشيتات الرئيسية ، التصريحات، الحوارات، 90% من المادة الموجودة في الوسائط الإعلامية إدارية. الوسائط الإعلامية بصفة عامة محتاجة لوقفة ومراجعة ، وإعادة ترتيب للطريقة المقلوبة في التعامل مع الرياضة بصفة عامة ، والكورة على وجه الخصو ص، ممكن نتفق على صعوبة البداية ولكن ليس الامر بالمستحيل ، عايزين نتكلم كورة ما نتكلم عن إداريين فاضين عندهم زمن ما عارفين يضيعوا وين وما لاقين غير الإعلام مكان يملوا بيهو فراغهم. عايزين اللاعب هو الأساس، المدرب تحت المجهر، والتحكيم والتشجيع وكل العناصر المكملة لمتعة اللعبة وشعبيتها ، تكون 99% من المادة الإعلامية (صحافة ، إذاعة ، تلفزيون ) وحتى نقاشات عشاق اللعبة عبر المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي ، عايزين نتكلم كورة ، كفاية إداريين ، ولغاية هنا نقول ليهم سعيكم مشكور ، أخدتوا أكتر من حقكم بكتير ، ونقول ليهم إنتو مجرد عامل مساعد في منظومة الكورة زي، كل العوامل المساعدة بداية من الاتحاد الدولي (فيفا) لغاية آخر إتحاد وطني انضم للمنظومة ، كل الهيلمانة دي عوامل مساعدة للاعب أساس اللعبة ليبدع ويمتع. عايزين نتكلم كورة، ننظم مسابقاتنا بشكل محترم، نلعب بشرف ونزاهة، والغاية يجب ألاّ تبرر الوسيلة، لا نتواطأ، لا نرشي، ولا نرتشي، نحترم الآخر، ولا نعمل على إقصاء الآخر، كفاية فضائح، وضرب تحت الحزام وفوق الحزام ، البنعمل فيهو ما كورة. عشان كده عايزين نلعب كورة، عايزين نتعلم معنى الكورة، عايزين نتثقف في الكورة، وعايزين نشوف الجوه الملعب، ما عايزين بره الملعب، عايزين نتكلم كورة، نتكلم كورة، بس كورة، ممكن؟