اشتد التوتر بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة بشأن أداء الرئيس هوغو تشافيز اليمين الرئاسية، ففي حين تريد الحكومة إرجاء الموعد المتوقع (اليوم) الخميس طبقاً للدستور، اتهمتها المعارضة بمخالفة الدستور باقتراحها تأجيل المراسم، مطالبةً بكشف حقيقة الحالة الصحية للرئيس ومدى قدرته على تولي مقاليد السلطة. ودخلت الكنيسة الفنزويلية على خط المنتقدين لنيات الحكومة بتأجيل موعد القسم، واعتبرت أنه »غير مقبول أخلاقياً« انتهاك الدستور بإرجاء موعد التنصيب لتحقيق هدف سياسي». ويثير الاداء اليمنى عاصفة من الجدل الدستورى فى فنزويلا حول شرعية الرئيس وامكانية استمراره فى المنصب وهو لا يزال يتعافى فى كوبا من داء السرطان منذ الاول من ديسمبر الماضى، وأكد رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيلو أن الرئيس هوغو تشافيز لن يأتي إلى البرلمان لأداء اليمين الرئاسية الخميس في العاشر من يناير كما ينص الدستور، وقال «إن عملية النقاهة سيتم تمديدها إلى ما بعد العاشر من يناير من العام الجاري». وكانت المعارضة الفنزويلية نبهت إلى احتمال حدوث «انتهاك للنظام الدستوري» في حال لم يحضر الرئيس تشافيز الخميس،وسارعت الى ارسال رسالة الى منظمة الدول الاميركية الى احتمال حدوث «انتهاك للنظام الدستوري» في حال لم يحضر الرئيس تشافيز وحذرت الرسالة التي ارسلت الاثنين الى الامين العام لمنظمة الدول الاميركية من قبل تحالف المعارضة الفنزويلية «اذا لم يؤد الرئيس اليمين في العاشر من يناير واذا لم يتم تفعيل الاجراءات الدستورية المتعلقة بالعجز المؤقت لرئيس الجمهورية، فاننا سنكون ارتكبنا انتهاكا خطيرا للنظام الدستوري في فنزويلا سيؤثر على جوهر الديموقراطية». وطلب زعيم المعارضة الفنزويلية هنريكي كابريلس يوم امس الاول الثلاثاء من المحكمة العليا «اعلان موقفها» من الازمة الدستورية التي قد تواجهها البلاد، وقال امام الصحافيين «لا ادري ما الذي ينتظره قضاة المحكمة العليا. في هذا الوقت هناك بلا شك في فنزويلا نزاع دستوري وعلى هذه المحكمة ان تبت هذا النزاع». وافقت الجمعية الوطنية في فنزويلا على طلب من الرئيس هوجو تشافيز بتأجيل مراسم آدائه اليمين الدستورية لفترة رئاسية جديدة، والتي كانت مقررة اليوم الخميس.وكان نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورا قد وجه رسالة إلى الكونغرس في هذا الشأن، أوضح فيها أن تشافيز لا يزال في طور النقاهة من الجراحة التي خضع لها قبل شهر في كوبا لاستئصال أورام سرطانية. فقد وضع رئيس الجمعية الوطنية ديوسدادو كابيو حدا للشكوك التي كانت تحوم حول حضور تشافيز او عدم حضوره الى البرلمان الخميس قائلا ان تشافيز الموجود في المستشفى في كوبا «طلب، بناء على توصية من فريقه الطبي ان يتم الاعلان ان عملية النقاهة التي تلي الجراحة سيتم تمديدها الى ما بعد العاشر من يناير من العام الحالي، الامر الذي لن يمكنه من الحضور في هذا الموعد امام الجمعية الوطنية» لأداء اليمين الرئاسية. وأضاف كابيو انه بناء عليه وبموجب المادة 231 من الدستور، «فان اداء اليمين سيتم في موعد لاحق امام المحكمة العليا»، وذلك اثناء تلاوته رسالة من نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي فوضه تشافيز جزءا من صلاحياته خلال غيابه وبحسب الدستور يتعين على الرئيس ان يؤدي اليمين امام الجمعية الوطنية في العاشر من يناير في مراسم يجب ان تقام في فنزويلا ولا يمكن ارجاؤها. غير ان الحكومة تعتبر انه بموجب القانون الاساسي، يمكن للرئيس الذي انتخب في 7 اكتوبر اداء اليمين ما ان تسمح له حالته الصحية امام محكمة العدل العليا، اذا لم يتمكن من القيام بذلك امام النواب. وفي هذه الحالة لا يتم ذكر اي موعد.وترفض المعارضة هذا التفسير للدستور مؤكدة ان الحكومة تقوم بما يشبه انقلاب مؤسساتي عبر محاولتها التمسك بالسلطة. ورغم تأكيد غياب تشافيز عن حفل التنصيب الخميس، دعا اقطاب النظام الى تظاهرة حاشدة في اليوم نفسه امام القصر الرئاسي في كراكاس لدعمه. كما اكد رئيس بوليفيا ايفو موراليس المقرب جدا من تشافيز ورئيس الاوروغواي خوسيه موخيكا حضورهما على هامش تظاهرة التأييد هذه.اما رئيسة الارجنتين كريستينا كيرشنر فستتوجه الخميس الى هافانا.وامام هذه الدعوة، قررت المعارضة عدم المجازفة بحصول مواجهة وطلبت من انصارها عدم النزول الى الشارع الخميس. ولم يظهر الرئيس تشافيز منذ مغادرته الى كوبا في العاشر من ديسمبر ليخضع لرابع عملية للعلاج من السرطان في حوضه الذي شخصه الاطباء له في يونيو 2011 وآخر صور للرئيس تعود الى مغادرته الى كوبا قبل شهر للخضوع للعملية الجراحية. وتتكتم السلطات الفنزويلية على طبيعة السرطان الذي اصيب به.