هذه بلاد لا ينقصها غير الوئام والتقارب والتصافي لكي تستقبل غدها الواعد لمشرق بإذن الله واثقة الخطي لا يناوشها يأس وأسف.. إن التنافر بين الأهل لا يتأتى إلا من اضمحلال الأمل في غد قريب بينما يجالد الناس المتاعب وضائقات العيش وكل هذا مما قد يثير نعرات التباغض المفضي إلى الانتحار الذاتي بتخريب القليل المتاح.. هذه بلاد لا تشبه هذا القنوط بأي حال من الأحوال ولا عرفت ذلك في تاريخها الغارب.. ها هي الأرض المعطاءة حبلى بخير وفير كفيل أن يجعل أهل السودان هم الأكثر رخاء ورجاء ونجاحاً.. وحسبنا هنا إشارات مستجدة إلى النفط واستخراجه وصناعته فهو يمثل الآن بعد الاستكشافات والمسوحات الواسعة كنزاً مهولاً غير قابل للنضوب في أزمان مرئية.. إن الجنوب حين أقفل نفطه عن حكومة الشمال كان يريد خنقها لتموت بالسكتة ولكن لطف الله كان عظيماً بهذه البلاد وبأهلها الانقياء الاتقياء الذين تشربوا من معين الإيمان ما رسخ السكينة في الأخلاد والأنفس.. وبالطبع لا نعطف على دنيا المعادن الزاخرة بأندر أنواعها خيراً كثيرا وفيراً متاحاً للناس أجمعين، نقف هنا عند البترول الكنز الذي لا يفنى فكيف كانت الصورة لدى وزير النفط الدكتور عوض أحمد الجاز «القرار 16 يناير» حيث جدد لنا تأكيده بعزم وزارته علي تطوير الصناعة النفطية وتسريع وتيرة العمل للدفع بالمزيد من الانتاج النفطي في البلاد.. وهو هنا يعلن مجدداً عن طرح مربعات جديدة للاستثمار وكان الرجل قد التقى وفدا أندونيسيا جاء مستثمرا في صناعة النفط واستخراجه خاطبه قائلاً بأن السودان واعد بالنفط والغاز معاً.. مشيراً إلى توسيع شركاء النفط مرحب بالاستثمار الاندونيسي في مجال النفط والغاز والخدمات البترولية والاستكشافات بجانب تطوير الحقول.. وكشف هنا عن المربعات الجديدة الواعدة بحق وعن المعلومات المتاحة.. هذا بخلاف عدد آخر من المربعات الجديدة التي يطرحها السودان للاستثمار النفطي وخاماته.. لافتاً إلى الإمكانات المتاحة، وقد أكد الوفد الزائر عن الرغبة الجادة في الاستثمار في مجال النفط والغاز وخدمات الصناعة النفطية في السودان وكان هذا الوفد النفطي الزائر يضم عدداً من العلماء ممن يملكون القدرات التي تمكنهم من تطوير الأعمال.. وكان سفير السودان بأندونيسيا قد لفت النظر إلى العلاقات المتميزة بين البلدين الأمر الذي يساعد علي تحقيق شراكات ناجحة بحق.. ويعرف الجميع أن البلاد بدأت فعلاً انتاجها النفطي الذي يصل خلال هذا العام إلى ما يزيد عن «150» ألف برميل في اليوم.. وقد اشتهرت اسماء حقول نفطية تسابق الزمن في عطائها النفطي «حديدة- برصاية- بليلة» وغيرها مع النجاح الباهر فى إحداث أنبوب جديد للنفط يمتد إلى نحو «150» كيلو متراً ليحقق التجميع في المكان المختار.. ويتواكب مع الثورة النفطية هذه إعادة تطوير مراكز المعالجة والتصفية في الخرطوم وبورتسودان والابيض لتستقبل عشرات الآلاف من البراميل البترولية التي يتصاعد إنتاجها مطلع كل شمس..