لدينا ( أطباء ، ضباط ، رجال أعمال ، تجار ، سيدات أعمال ، مهندسين ،موظفات آنسات ،ومطلقات ، وأرامل لديهن سكن الزوجية ) ، كل ما تبحث عنه تجده في عالمنا ، وبالمواصفات التي تطلبها ، والمفاجأة الكبرى .. يوجد مغتربون ، نحن نضمن لك الاستقرار ، فلا تتردد واختر شريك أو شريكة حياتك من صفوة المجتمع ، فالفرصة لا تأتي سوى مرة واحدة ، مكاتبنا تقع بالخرطوم جوار ... ، تلفون (........09) ، هذا جزء من إعلانات مكاتب الزواج والاستشارات الزوجية ، التي نقرأها في بعض الصحف الإعلانية المتخصصة ، وإنضمت حديثا الى تلك المكاتب ، مواقع زواج الكترونية سودانية ، تسهل عملية الارتباط بين الباحثين عن الزواج من الجنسين على مستوى العالم ، فهل يجدي هذا الباب نفعاً ؟ وهل نجحت تلك المكاتب والمواقع في مشروعها؟ ، وما حجم الزيجات التي تحققت من خلالها ؟ ، وما هي كيفية عملها ؟ (الرأي العام ) ، بحثت عن الظاهرة من خلال المساحة التالية .. ضربة حظ كثرت إعلانات الزواج في بعض الصحف ، إستفزت فضول (م) ، وهو شاب في اواخر الأربعينات من عمره ، ظل يتابع اعلانات إحدى الصحف عن الزواج باهتمام كبير ، بعد ان تقدم به العمر وفشلت كل محاولاته للخطوبة ، قرر اللجوء الى الاختيار عن طريق المكاتب ، لعله يجد (بت حلال ) يكمل معها مشوار حياته ، فاتصل بأرقام إحدى المكاتب ، واخبرهم بانه يريد الزواج ، وبعد ان عددوا له الفوائد التي ستتحقق من خلال ذلك الزواج ، تقدم دون تردد وسجل بياناته ، بعد شهرين حصل على مراده وتزوج من (ع) ، طالبة جامعية تقيم اسرتها بإحدى مدن الخرطوم ، قال : ل( الرأي العام ) ، تخوفت كثيرا اثناء اجراءات الزواج ، ولكن بعد اللقاء الاول ذابت كل التوجسات التي كانت تسيطر على تفكيره ، وتمكن بمساعدة اهله من اكمال الزواج الذي كتب له النجاح . العترة بتصلح المشية (ك) شاب في العقد الرابع من العمر ، متعلم ووسيم ، مهندس مدني ، يعمل بإحدى الشركات العاملة في مجال التشييد والبناء ، سمع عن وجود مواقع لطلبات الزواج عبر الانترنت ، فقام بتسجيل العضوية في احد المواقع المعروفة ، وسجل بياناته ومواصفات الزوجة التي يريدها ، وبعد اقل من اربعة أشهر تزوج من (و) ، عن طريق ذلك الموقع ، ولكن بعد مرور عام على الزواج (بان المستخبي ) ، حيث انقلبت حياتهما رأسا على عقب ، فمظاهر الفتاة (و) الخارجية ، التي اعجبت (ك) ، وأغرقته في حبها اتضح انها مزيفة ، فهي كانت تمثل عليه دور الفتاة المهذبة في تعاملها مع اسرته ، واتضح انها لا ترغب في زيارتهم للمنزل ، ونشبت بينها وبين والدته العديد من المشكلات ، التي افضت الى إنهاء العلاقة واتخاذ قرار الانفصال بشكل نهائي . حالة مختلفة (إيهاب العباسي ) موظف يحكي تجربته مع هذه المكاتب ويقول قرأت فى احدى الصحف الإعلانية اعلاناً عن مكتب للزواج, ومن باب الفضول لمعرفة كيفية التقديم لهذه المكاتب قمت بالاتصال هاتفيا لهذا المكتب وردت على موظفة واخبرتني ان الفكرة ببساطة تتطلع على استمارات الفتيات وعليك ان تختار ماتناسبك ..بعدها بيومين ذهبت الى العنوان الذي وصفته لي وهو فى وسط الخرطوم وعند دخولي المكتب كانت هنالك موظفتان استقبلتاني بكل ترحاب ولطف واخبرتانى ان الاطلاع على الاستمارات يتم بدفع رسوم وقدرها 30 جنيها وبالفعل دفعتها وتم احضار خمس استمارات لم اجد ما ابحث عنه واخبرنى ان آتى بعد اسبوع للاطلاع على استمارات جديدة وبالفعل بعد اسبوع ذهبت الى المكتب ولكن كانت المفاجأة انه مغلق والتلفونات مغلقة ايضا وعندما سألت اصحاب المحلات التى تجاور هذا المكتب اخبرونى ان الكثير امثالي انخدعوا من هذا المكتب واتوا ليسألوا ووجدوه مغلقا ، حينها ايقنت انني وغيري تعرضنا لأكبر عملية نصب . وسيلة للارتباط مواقع الكترونية .. ومكاتب لخدمات الزواج ، انتشرت عبر الانترنت ، وفي الخرطوم ، خلال الآونة الاخيرة ، واصبحت احدى وسائل ايجاد شريك الحياة للجنسين ، تعتمد المكاتب في عملها ، على تقديم استمارتين لمقدم الطلب ، الاولى تحوي المعلومات التي تخص المتقدم بالتفصيل ، إضافة الى مواصفات الشريك التي يبحث عنه ، سعر الاستمارة حوالي (30) جنيها ، ، اما الاستمارة الثانية فهى خاصة بإدارة المكتب وتحتوي على عنوان مقدم الطلب وجهات الاتصال به ، وهذه الاستمارة حسب افادة (عماد إبراهيم ) مدير مكتب (النهضة لخدمات الزواج ) ، فهي سرية ولا يمكن لاي احد الاطلاع عليها الا بعد موافقة مقدمي الطلبات ، موضحا : ل(الرأي العام ) ، بعد ملء الاستمارة يأتي دور الشباب من الجنسين, وتقدم لهم الاستمارات ليختاروا الاستمارة التي تحوي المواصفات التي تناسبه ، وبعد اختيار الاستمارة يقوم بتسليمها للادارة ، وتقوم الادارة بالاتصال بصاحبة الاستمارة واخبارها بان هناك شابا قد سحب الاستمارة الخاصة بها ، ويتم التنسيق معهما والترتيب للقاء الاول في المكتب ، واذا اتفق الطرفان يقف المكتب معهما حتى اكتمال المراحل الاولية لترتيبات الزواج ، واذا لم يتفقا يقوم المكتب بمهمة ابلاغ الطرفين بعدم الاتفاق ، عن طريق المكتب ، واشار (عماد ) انه خلال الشهر الجاري تمت حوالي اربع زيجات من داخل مكتبه ، في السياق قال : (قاسم عمر ) مشرف موقع زواج النيلين ، ل(الرأي العام ) يعتبر موقع النيلين اول موقع للزواج في السودان ، تهدف فكرة انشائه لتوفير مكانا للناس يتعرفون من خلاله ويتزاوجون ، ويقومون بعرض البيانات والمواصفات الخاصة بهم ، بعدها يتواصل الباحثون عن زواج مع بعضهم دون تدخل من المشرفين على الموقع ، مبينا ان الموقع يعتمد في طريقة التقديم لطلب الزواج ، ان يكون المتقدم عضوا مسجلا في الموقع ، موضحا ان التسجيل مجانا مؤقتا ، الى ان يتم ايجاد على وسيلة تحصيل جيده ، ويعتمد في موارده على الاعلانات الخارجية ، واضاف : هناك عدد كبير من الزيجات التي تمت من خلال الموقع منذ انشائه قبل عامين ، كما ان الموقع يحتوي على غرفة تحكم خاصة بكل مشترك باحث عن الزواج يمكنه ان يلغي اشتراكه من خلالها ، وهناك ثلاث زيجات كل شهر تتم عبر الموقع ، واشار الى عدد من المشاكل التي تواجه المشروع تتعلق بعدم مصداقية بعض المسجلين ، فبعضهم يدخل الموقع من اجل الترفيه ، وقال: ان معظم طالبي الزواج عبر الموقع مغتربين يعملون بالسعودية وبنسبة (70%) ، وهناك نسبة 45% متزوجين ، يبحثون عن الزوجة الثانية بمواصفات معينة . للزواج معايير دكتور اسامة الفاضل استشاري علم النفس يقول : ان الزواج من القضايا الاجتماعية المهمة جدا ويمثل فى جوهره ظاهرة نفسية اجتماعية ، تتطور بتطور المجتمع مع الحفاظ على روحه والمحرمات التى تتفق عليها فى الغالب معظم الديانات والمجتمعات, فكان الرجل يخطب ويتزوج بالقوة وكان هذا معيار ، ثم اصبح الرجل يشتري الزوجة بدفع المال ، بعدها اصبح يتقدم ليخطب وجاء الاسلام ووضع معايير فى اختيار الشراكة تتمثل فى اربعة معايير (ذات المال والجمال والحسب والنسب والدين ورجح كفة ذات الدين), فالسودان فى مراحل سابقة قبل ربع قرن كان الزواج يتم عبر الخاطبة والترشيحات ويبدو ان مكاتب الزواج مكاتب خاطبة عصرية, ولكن يبقى السؤال ان المرأة خرجت للتعليم والعمل واتيحت لها الفرصة للقاء بينها وبين الرجل اكثر مما كان عليه الحال وهذه افرازات التغيرات الاجتماعية التى حدثت, فهذا الاختلاط يبدو انه شتت عقول الشباب فاختلط الامر امامهم وتتشابه لديهم الأمور فاصبحوا يبحثون عن المساعدة ,وبالتالى كان الاسلوب المتاح هو اسلوب المكاتب وهو دليل على الحيرة والغموض. ويشير الى ان الحياة المدنية بدأت تأخذنا رويدا رويدا واصبحنا نتراجع بدل ان نتقدم بالتالي ان مثل هذا الزواج يحتاج لضربة حظ لينجح ,فنحن ندعو شبابنا الى عودة الوعى فى طريقة اختيار شريك حياتهم فالفرص متاحة أمامهم اكثر من اى جيل. الفكرة جديدة وترى د. (مها الطيب ) استاذ علم نفس مشارك بجامعة النيلين ، ان فكرة الزواج عن طريق المكاتب نفسياً قد تجوز ويستهواها البعض كفكرة جديدة وصريحة في شكلها الظاهر, وقد تكون جذابة أيضاً لأنها توفر للطرفين كثيراً من الشروط والمجهودات والموضوعات التي تتوافر للضرورة في الزواج العادي والنمطي، أما حقيقة الأمر يعتبر هذا الموضوع لا يخلو من المخاطرة والمغامرة والاستخفاف، أما عن المخاطرة والمغامرة فان الفرد يغامر بسمعته وقدره ووزنه الاجتماعي والشخصي بحثاً عن هذه المكاتب، أما الاستخفاف ذلك لأنه يضرب بقيم المجتمع وبآداب المجتمع عرض الحائط بحثاً عن الزواج أو الطرف الآخر، أما النتيجة الحتمية لهذا الأمر فيرجح فيها جانب الفشل أكثر من النجاح، ذلك لأن هذا الزواج تغيب عنه كثير من الشروط والمطلوبات التي تجعل الزواج ناجحاً مثل التقويم الذي يجسم وجود الزوجين في مكان واحد، حيث يتم تفاعل الانفعال الشخصي عبر السمع والبصر والشم - ان جاز التعبير - وكل ما يمكن ان يتحصل عليه عن طريق الوجود مع الآخر (دفء لايمكن لاحد الاطلاع عليها الا لقاء الانسان بالانسان), وبعض تلك الأحاسيس التي تتولد عن هذا اللقاء والتي قد تقود الى اقتناع أصيل بالطرف الآخر الأمر الذي يقود إلى زواج سليم ومعافى بعكس ما يحدث في الزواج بالمراسلة.