نفى علي كرتي وزير الخارجية، وجود أيّة تهديدات لدولتي السودان والجنوب لنقل ملفي أبيي والحدود إلى مجلس الأمن الدولي، وقال إن هذه القضايا ستحل في الإطار الأفريقي فقط. وسخر كرتي في برنامج مؤتمر إذاعي أمس من الدول الغربية التي تريد أن (تشمت) في السودان وتراه منقاداً إلى مجلس الأمن، وقال: (عادوا كاسفي البال). وشدد وزير الخارجية على ضرورة فتح الباب واسعاً أمام القضايا الخلافية، ولفت لعدم وجود قرار واضح من حكومة الجنوب بشأن التراجع عن القضايا التي لا تمثل سياسة، ودعا الحكومة للتمسك بالصبر تجاه القضايا مع الجنوب ومنح مزيد من الفرص دون تفريط في حقوق البلاد، خاصةً في الجانب الأمني، وأكد كرتي أهمية تقوية الجهات التي تريد التعامل مع السودان والتي وصفها بأنها تجد صعوبات في الداخل وفي دولة الجنوب، والذين يريدون عزل السودان بسبب مشاكل مفتعلة مع الجنوب، وأضاف: سنتمكّن من فتح الباب مرةً أخرى مع دولة الجنوب لجعل البلدين منطقة سياسية واقتصادية في القريب العاجل، وتابع: الخير الذي نراه في التواصل مع دولة الجنوب أكبر من البترول الذي يتحدث عنه الغربيون. وأوضح كرتي أن اجتماع مجلس السلم والأمن الأفريقي استمع لإفادات من الوسيط بشأن القضايا الخلافية، وقال إن الإفادات والطروحات كانت في صالح استمرار التفاوض وليس في صالح رفع أي مقترح لمجلس الأمن أو محاولة إجبار الحكومة على القبول، وأشار إلى أن مقترح أبيي والحدود ظل قائماً وترك للوساطة والبلدين لكي يتحاورا حوله. وأشاد كرتي بدور أفريقيا في حل القضايا العالقة بين السودان والجنوب، وأضاف: لابد من إعطاء أفريقيا حقها في التقدير والاحترام ولابد من تطوير المقترحات في اتجاه إيجابي وضرورة التأسيس لحوار مع الدول الأفريقية. ووصف كرتي أفريقيا بأنها أصبحت محط أنظار العالم لامتلاكها الموارد الاقتصادية والمواقف السياسية، وقال إن الإتحاد الأفريقي أصبح وحدة سياسية قوية ذات رؤية واضحة في استقلال قرارها، وأشار إلى أن أوروبا تبحث حالياً عن رؤية أفريقيا وكيفية الاستفادة من مواقفها، وأوضح أن المؤتمر الاقتصادي في روما لم يدعُ الدول الأفريقية كافة، وإنما اختار ممثلين عنها. وأبان أن السودان لم يأت ممثلاً لدول أو أقاليم أفريقية وإنما اختير توقعاً بأن يكون له صوت قوي ومؤثر في بقية الدول. ولفت كرتي إلى أفكار من الحكومة لإصلاح مجلس الأمن على وجه الخصوص والأمم المتحدة بصفة عامة، وقال إن المجلس أسس نتاج الحرب العالمية الثانية وكانت فيه قوة عسكرية واقتصادية للدول المؤثرة في ذلك الوقت والمنتصرة في الحرب، واعتبر أنها الأسس التي قامت على آثارها الجمعية العامة للأمم المتحدة ثم مجلس الأمن. وقال إن لدى السودان ثقلا سياسيا واقتصاديا رغم الضغوط الاقتصادية والمشاكل والتحديات التي يواجهها، وقال إن الدول الأوروبية ترى مصالحها في السودان وتتبين لها هذه المصالح تدريجياً، ونوه لمواقف بعض القوى داخل ألمانيا، التي لا تريد لألمانيا التحرك عن المواقف السياسية للغرب ضد السودان، وأشار لحاجة الأوروبيين إلى اقتصاد السودان، وتوقّع أن تنعكس فعاليات الملتقى السوداني الألماني على عشرات الشركات الألمانية بعد أن كانت تتردّد في الاستثمار بالسودان وأن تتراجع الأجندة السياسية وأجندة الحصار والهيمنة، وقال إن هنالك فرصة لكثير من التعاملات الاقتصادية والسياسية ولن ينتظر الاستثمار الأوروبي الإشارة من الأمريكان وبروكسل لأن التعامل المباشر مع الدول أثمر هذه الثقة والمصالح. ولفت كرتي لوجود تحدٍ في البيئة الاسثمارية بالبلاد، وقال إنه يحتاج لكثير من الإصلاح، واعتبر الإصلاح القانوني ليس مطلوباً كثيراً خاصةً بعد التعديلات التي تمت. وقال إن المهم المناخ العام وطبيعة البشر والمسؤولين وطريقة تعامل الحكومة وإظهار قوة الدولة وهيبتها في حقوق المواطنين. ونوه كرتي لجهود دبلوماسية كبيرة تبذل في الخارج، وكشف عن فتح ثلاث سفارات للسودان في أنغولا وموزمبيق وبوركينافاسو، بجانب الموافقة على تمثيل غير مقيم في عدد من الدول.