اتهم د. نصري مرقس رئيس شعبة الصيدليات الخاصة بإتحاد الصيادلة، الدولة بعدم تحمُّل مسؤولياتها الأخلاقية والاجتماعية تجاه المواطنين. وقال مرقس في ملتقى المستهلك حول (جودة وأسعار الأدوية) أمس، إن أساس مشكلة الدواء يكمن في تقاعس الدولة عن تحمُّل مسؤولياتها، ونوه إلى أن جهات - لم يسمها - سحبت كميات من الأدوية المستوردة المسجلة لدى مجلس الأدوية والسموم من الصيدليات وأشار إلى أن الصيدلي يواجه حالة اتهامات يومية من المواطن بسبب ارتفاع أسعار الأدوية، وأبان أن الدولار في المصارف يمنح لاستيراد سلع أخرى بدلاً عن الدواء. وأكد مرقس مُعاناتهم في فتح الاعتمادات التي تتم تغطيتها من السوق الأسود أو خارج البلاد ومن تجاوزات في الممارسة اليومية للوصفات الطبية، خاصةً في المضادات الحيوية والهرمونات، وعزا الأمر لما أسماه بعدم ثقافة صناعة الوصفة الطبية في السودان، وأضاف بأن بعض الروشتات والوصفات الطبية تكتب على ورقة (برنجي). من جانبه، وصف بروفيسور عبد الله عمر الخواض عميد كلية العلوم الطبية، أسعار الدواء بالكارثة بسبب الارتفاع اليومي للأسعار، وأشار لتوقف شراء أدوية الأمراض المزمنة بسبب الارتفاع، ونبّه لخطورة الأدوية الجنسية في حالة عدم فعاليتها حيث يتعرض المريض لنوبات صرع. وأكد الخواض وجود ضبابية في الوصفات الطبية، وأن بعض الروشتات تكتب على ورق (الشعيرية)، ونبّه إلى أزمة حقيقية في المضادات الحيوية، وقال إنها أصبحت غير فعالة، وطالب بنك السودان بوضع سياسة واضحة لتحديد سعر الدولار للشركات (لأنو لو استمر الحال هكذا ما في زول بيقدر يشتري دواء). من ناحيته، أقر د. أحمد البدوي رئيس غرفة مصنعي الأدوية المحلية، بأنهم خلال (60) عاماً الماضية لم يغطوا حوالي (30%) من حاجة الدواء بالبلاد، وأن الرسوم الجمركية ومدخلات الإنتاج تصل إلى (69%)، وأكد عدم جدية الدولة للنهوض بصناعة الدواء لعدم توفيرها (80) مليون دولار لم توفر سوى مبلغ (8) ملايين دولار فقط حتى الآن. وفي السياق، أكد د. ياسر ميرغني، الأمين العام لحماية المستهلك، عدم وجود علاقة للأسعار الحالية للأدوية باللائحة المجازة من مجلس الأدوية والسموم، ويجب البحث عن الاتهامات الحالية لسعر الدولار، وأكد وجود فوضى في أسعار الدواء، وقال د. ياسر إنّ الجمعية تفتح بلاغات في حكومة السودان للبحث عن حقيقة سعر الدولار الحالي للدواء، وأبان وجود مخالفات إدارية يجب أن تُحسم، وأن هنالك جهات تحاول تضخيم المبلغ حتى تعجز الدولة عن توفيره.