كَشفَ تقرير نشرته (الجزيرة. نت) أمس، عن معاناة الحركة الشعبية الحزب الحاكم في دولة جنوب السودان من انقسام داخلي متزايد مع اقتراب موعد الانتخابات العامة، وسط توقعات بأن تؤدي الخلافات لتفكيك الحزب رغم جهود رأب الصدع عبر مؤتمر استثنائي للحزب أواخر الشهر الحالي. وأقرت قيادات بارزة في المكتب السياسي للحزب، بوجود مشكلات داخلية دفعت بعض الأعضاء إلى الترشح ضمن قائمة المستقلين في الانتخابات الماضية العام 2010م، وبينما يتوقع مراقبون أن تؤدي تلك الخلافات إلى تفكك الحزب، يستبعد آخرون الانقسام ويعتبرون ذلك أمراً مستحيلاً. وتقول آن أيتو نائبة الأمين العام للحركة في تصريحات صحفية، إن الحزب يعاني من مشكلات داخلية تحتاج إلى حلول عاجلة قبل تفاقمها، ورأت أن بعض الخلافات يمكن تجاوزها، لكنها حذرت من اتخاذ إجراءات صارمة في مواجهة عدم الالتزام بضوابط الحزب. ودعت آن المنشقين عن الحزب الذين ترشحوا مستقلين في الانتخابات للعودة، وأشارت إلى أن الحزب سيعقد مؤتمراً استثنائياً لإجراء إصلاحات في الهيكلة لخلق قيادة رشيدة قادرة على مواجهة التحديات كافة. كما يدعو ين ماثيو شول سكرتير الإعلام والثقافة بالحزب الحاكم، إلى التعامل مع الخلافات بحكمة، محذراً من تفكك الحزب. وأضاف ل (الجزيرة. نت) بأن الحزب مُطالبٌ بالتعامل الجاد مع تلك الخلافات من أجل ضمان تطوره وتقدمه في سبيل خدمة شعب جنوب السودان، وأشار إلى أن أروقة الحزب ستشهد نقاشات متعددة حول ما سماها خيبة الأمل بالنسبة لشعب الجنوب تجاه تحقيق تطلعاته في مجالات التنمية والرفاهية. ويرى أوبج أوكوج الصحفي والمحلل السياسي، أن استمرار الخلافات داخل الحزب الحاكم سيفضي إلى تشكل أحزاب جديدة من رحم الحزب الحاكم، وتكتلات قد تدفع إلى سحب الثقة من رئيس الحزب أو أمينه العام باقان أموم وإلى نسف استقرار الدولة الوليدة. ويقول أوكوج ان بعض أعضاء الحزب ربما يتجهون إلى الاستقالة والانضمام إلى حزب آخر أو تكوين حزب جديد، إن لم تجد مطالبهم الإصلاحية التأييد اللازم. وكان سلفا كير ميارديت رئيس الحزب، دعا بداية يناير الماضي إلى مؤتمر استثنائي للحزب لإعادة هيكلته ومعالجة الخلافات الداخلية كافة، وبحث القضايا السياسية والتنموية في البلاد.