قد لا يصدق الكثير من القراء أن الصورة أعلاه كانت يوماً من الأيام عبارة عن مستشفى يتعالج فيها الناس ! هذه الأطلال التي نراها في الصورة عبارة عن بقايا مستشفى ام سيالة الريفي بمحلية بارا بولاية شمال كردفان بعد ان عصفت بها أمطار غزيرة منذ العام (2008م) أدت لتدمير المستشفى وعدد من المنازل ، ومنذ ذلك العام وحتى يومنا هذا لم تقم وزارة الصحة بولاية شمال كردفان او وزارة الصحة الاتحادية بأي اشعار يطمئن مواطني الولاية بإعادة المستشفى الى حالته الطبيعية ليستشفي به المرضى ، فالمستشفى يحتاج لمن يعالج وضعه الحرج الذي أرقده مرغماً بغرفة الانعاش ، ويحاول جاهداً ان يجد من يضخ الدماء في شرايينه ليعاود ممارسة وضعه الطبيعي في خدمة سكان الولاية ، حيث أوضح الأستاذ عبدالحميد أمير رئيس لجنة تنمية إدارية أم سيالة ل(حضرة المسؤول) أن المستشفى شيد في فترة حكومة الاحزاب 1986م وكان يحتوي على عدد (4) عنابر ومكتب إداري ، أما قبل سقوطها في عام (2008)م فكانت تحتوي على (10) عنابر و (4) مكاتب إدارية وصيدلية وغرفة عمليات صغيرة وبوفية ، أما الآن فحالها يغني عن السؤال ، وأشار عبدالحميد الى أن الحكومة قامت ببناء عنبر واحد ومكتب إداري في عام 2011م ، وهذا العنبر والمكتب يقف حائراً وخاويٍا على عروشه ... أما الماحي حمد بشير عضو لجنة تأهيل المستشفى أفاد بأن المستشفى كان يخدم أكثر من (1.500) بعدد من المحليات المختلفة بمحلية بارا منها : (الحُمرة ، كبر عبدالحميد ، أم قرفة ، المقلص ، أم سيالة ، جبرة الشيخ) ، إضافة لقرى حدودية من ولاية النيل الأبيض ، وذلك لما تتمتع به المستشفى من موقع استراتيجي بين ولايتي الخرطوم والنيل الأبيض ، إضافة لموقعها المتميز ومجاورتها لشركة النيل للبترول والشركة الصينية للبترول . المستشفى لم تقدم له الجهات المعنية (حكومة الولاية -وزارة الصحة الاتحادية- وزارة الصحة الولائية) أي جهود تذكر لتأهيلها ، في حين أن مواطني الولاية قاموا وما زالوا يقومون بجهود جبارة لتأهيلها لأنهم - كما قالوا - أصحاب الوجع وهم الذين يموتون مرضاً ويعانون الألم وحدهم ... الوضع الصحي بالمحلية حرج جداً وتوجد فقط مراكز صحية صغيرة ، وعلى نطاق ضيق ، ومعظم المرضى يضطرون للسفر للخرطوم لتلقي الخدمات العلاجية التي يفترض أن تكون من الخدمات الأساسية والمجانية لأي مواطن كما تقول بذلك وزارة الصحة ووزيرها ! . السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا لم يتم تأهيل وترميم هذا المستشفى الحيوي طيلة هذه الأعوام الخوالي ؟ ثم أين ذهب الأطباء والموظفين الذين كانوا ضمن طاقم المستشفى ؟ وما هو البديل الصحي لعلاج أكثر من (1.500) نسمة ؟ وما قول وزير الصحة الاتحادي (بحر أبو قردة)؟ وما قول والي شمال كردفان (معتصم زاكي الدين) وما قول معتمد محلية بارا ، وما قول وزير الصحة بشمال كردفان (د.إسماعيل بشارة) ؟... نتمنى أن نرى عملاً ملموساً لتأهيل هذا المستشفى الهام .