حقيقة إن التقارب وتوثيق الصلات مع الجارة تشاد ليستحق ان يحظى بهذا الاحتفاء الذي حظى به الاسبوع الماضي.. وكان لا بد ان يحدث هذا التقارب منذ سنوات طويلة ولكن تصادم الأحداث واستثمار التجافي إبان عهد الزعيم الليبي معمر القذافي جعلت الحدود بين البلدين مشتعلة في أزمان متعاقبة.. على أن حتمية الصلات بين السودان وتشاد كانت أداة كبح للشرور الطارئة خاصة و ان الوجود الانساني عند ملتقى الحدود وإلى ما هو أعمق في داخل البلدين هو وجود لا يعرف الفواصل ولا تكبح الحدود المرسومة عواطف الجماهير والنسيج الاجتماعي إذ كانت كل هذه الأراضي بلاد واحدة هي بلاد السودان وحتى لما جاء الاستعمار الفرنسي إلى تشاد كانت تلك البقاع الرحيبة تسمى السودان الفرنسي . ان الزيارة الأخيرة التي جاء فيها الرئيس التشادي إلى السودان أبهجت المتابعين لها خاصة اثناء محادثاته مع رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والتي تناولت العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.. و قرأنا ما قاله الاستاذ صلاح ونسي وزير الدولة بالخارجية «لسونا» بمطار الخرطوم الجمعة الماضية- ان الزيارة كانت ناجحة بكل المقاييس وتناولت مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك في كافة المجالات ، إضافة للتنسيق التام بين الجانبين حول القضايا الإقليمية.. وفي ذات المنحى فقد أكد الاستاذ حيدر قالوكوما والي غرب دارفور عمق العلاقات السودانية التشادية (بأنها أخوية) مبيناً أن التحسن في علاقات البلدين انعكس على الأوضاع بصورة عامة في دارفور ويعيد التذكير بان الدولتين قد وقعتا عدداً من الاتفاقيات لتطوير وإقامة الطرق البرية وأخبر عن أعمال الردميات الترابية على طريق «الجنينة- أدري»« فيما سيرصف التشاديون طريق «انجمينا» إلى «أدري» وذلك إضافة إلى خطة البلدين لربط السكة الحديد من «إنجمينا» إلى «نيالا» ونوه الرجل «من خلال الاذاعة» يوم الجمعة الماضي لوجود خطة واضحة لتعزيز العلاقات مع تشاد وأكد الدور الذي تقوم به القوات المشتركة بين البلدين في تعزيز الاستقرار بالمنطقة فهي قد أسهمت بصورة كبيرة في استقرار الأمن بدارفور بجانب قيامها بإنارة عدد من القرى في تشاد إلى جانب اسهامها في إنجاح الموسم الزراعي .. إن الواقع الماثل يؤكد بحق ان شعبي البلدين لموعودين حقاً بطفرة تنموية كبيرة تساعد في الانتصار على الفقر والأمراض بجانب الخدمات الأخرى.. وطالعتنا أيضاً كلمات الدليل تاج الدين الأسد رئيس الجالية التشادية بالخرطوم وقد جاء منها ان السودان أنار «30» قرية بشرق تشاد وفي ذلك فإنه يرى ان العلاقات التشادية السودانية علاقات دولة واحدة تربطها الأواصر الاسلامية والتاريخية والجغرافية والاجتماعية المشتركة ،وقال الرجل ان تشاد اتجهت نحو السودان «180» درجة اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وأكد أنه قد تم تعزيزها في الفترة الأخيرة بين الرئيسين البشير وديبي فهو يعتبر ان زيارة ديبي الأخيرة هي زيارة للأهل والأشقاء بالسودان.. ويذهب الرجل إلى أكثر من ذلك قائلاً: «نريد وحدة سريعة وعاجلة تحمينا من شرور كبيرة وأن يكون ميناء بشائر هو ميناء لدولة تشاد لتصدير النفط.